قاطع أعضاء مجلس إدارة «أدبي الرياض» الأنشطة التي ينظمها النادي، في ما يشبه اتفاقاً ضمنياً. وعدا نائب رئيس النادي الدكتور عبدالله الوشمي، فبقية أعضاء المجلس بما فيهم الرئيس الدكتور سعد البازعي لم يشاهدوا في أي من الفعاليات الأخيرة، حتى تلك التي يكون ضيفها شخصية مرموقة مثل وزير الثقافة التونسي المنجي بوسنينه، الذي حاضر قبل مدة قصيرة في «أدبي الرياض» ولم يحضر أحد سوى الوشمي، الذي أدار اللقاء. وكان غياب مجلس الإدارة عن الفعاليات الثقافية اليابانية، التي استضافها النادي يومي الأربعاء والخميس الماضيين بدا لافتاً بل ومحرجاً أمام الوفد الياباني وفي مقدمهم السفير نفسه، وكذلك أمام حضور كثيف ومتنوع، رجالاً ونساء، لم يشهد النادي مثيلاً له، جاء ليستمتع بالفعاليات اليابانية المتنوعة. في هذه الفعالية لم يحضر أحد سوى الوشمي، الذي يبدو أنه يقوم بمهام الرئيس والنائب وبقية الأعضاء، لكن الدكتور البازعي، الذي تنتهي بعد أيام فترة رئاسته، حضر ليقدم فقط كلمة معدة سلفاً بالمناسبة وينصرف فوراً، تاركاً السفير والمرافقين له في النادي، يتابعون مع الجمهور السعودي فعالياتهم الخاصة. هذه المقاطعة والتغيب عن حضور الفعاليات، من مجلس إدارة النادي، تثير باستمرار أسئلة المثقفين في مدينة الرياض. «الحياة» سألت الدكتور عبدالله الوشمي عن سر ذلك تلك المقاطعة والتغيب عن فعاليات النادي، فأجاب «ربما للزملاء أعذارهم الشخصية، ويمكن توجيه السؤال إليهم. ولكني أشير هنا إلى أن الفعاليات التي ينظمها النادي تقر من خلال رؤى أعضاء مجلس الإدارة جميعاً، وحول الفعالية الكثيفة الحضور قال: «يهمني هنا أن أحتفي بهذا الجمهور الاستثنائي النادر على مستوى فعاليات الأندية الأدبية جميعاً، فنحن في مسرح النادي، وقد امتلأ تماماً، ووضعنا المقاعد الإضافية خارج المسرح، ووقف كثيرون من الحضور على جوانبه، وكان النجاح باهراً حين اجتمعت العائلة السعودية لحضور فعالية ثقافية في النادي، فلم يعد هناك فاصل بين الثقافة والمجتمع. يذكر أن فترة دورة مجلس إدارة نادي الرياض الحالية تنتهي بعد أسبوع، ولم يتحدد بعد أي إجراء بشأن إدارة النادي. وتنوعت الفعاليات اليابانية، إذ اشتملت محاضرة قدمتها رئيس القسم الثقافي في سفارة اليابان السيدة إيجاي عن التعاون في مجال التعليم بين السعودية واليابان. وأخرى قدمها الدكتور شهاب فارس عن «التعليم المدرسي في اليابان»، لكن الأكثر إمتاعا برنامج يوم الخميس، الذي استمر خمس ساعات وتضمن عرضاً لفيلم «المدرسة» قبل أن يقدم المخرج طارق الخواجي محاضرة عن تاريخ الآنيمي في اليابان، تبعه عرض فلم آنيمي «بنت تسافر في الزمن». وشاركت في الأنشطة المفتوحة مجموعة ساكورا، وهي مجموعة سعودية من الشباب والشابات تهتم بالثقافة اليابانية، بعرض مسرحي صغير إضافة إلى مشاركتها مع الوفد الياباني في الشرح والتوجيه والتعريف، كما قام طلاب المدرسة اليابانية في السعودية ببعض الألعاب اليابانية. ووزعت في الفعالية كتباً ومجلات وملصقات عن اليابان.