وجّهت إيطاليا دعوة رسمية إلى الرئيس المصري حسني مبارك لحضور اجتماعات اللجنة العليا الاستراتيجية المصرية - الإيطالية مع رئيس الوزراء سلفيو بيرلسكوني في روما في أيار (مايو) المقبل. وجاءت الدعوة خلال محادثات أجراها وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أمس مع نظيره الإيطالي فرانكو فراتيني في القاهرة. وصرح أبو الغيط في مؤتمر صحافي مشترك مع فراتيني بأنهما بحثا في العلاقات الثنائية، مؤكداً رغبة البلدين في بناء علاقة قوية ومتطورة اعتماداً على العلاقة الاستراتيجية التي اتفق عليها الرئيس مبارك ورئيس الوزراء بيرلسكوني. وأوضح أبو الغيط أن محادثاته مع فراتيني تطرقت إلى الوضع الإقليمي والموقف في الشرق الأوسط وجهود السلام والجهد المصري الذي يبذل حالياً لاستئناف المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي واستعادة حيويتها، والمتطلبات التي يجب توافرها من أجل تحقيق إطلاق المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل، لافتاً إلى أن المحادثات تطرقت أيضاً إلى إيران والملف النووي الإيراني والوضع في الخليج العربي والسودان وأخيراً أوضاع الصومال. من جانبه، قال فراتيني «إن محادثاتنا اتسمت بالصراحة والاحترام» و «تبادلنا الآراء وقوّمنا معاً الكثير من المواضيع، وكان من المهم جداً الاستماع إلى نصائح الصديق أبو الغيط بعد رحلتي في بعض البلاد الأفريقية، خصوصاً أن مصر دولة مهمة جداً لإيطاليا ونعتبرها شريكنا الاقتصادي الأول». وأوضح أن المحادثات «تناولت المواضيع المهمة مثل السودان واليمن والوضع في الصومال، ووجدت أن آراءنا ومواقفنا تكاد تكون واحدة، وبالتالي سأتحدث مع زملائي في الاتحاد الأوروبي وفي واشنطن لتقييم الوضع بناء على مشاوراتي مع أبو الغيط». وأكد فراتنيي أن بلاده تدعم جهود مصر لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ولفتت وكالة «فرانس برس» إلى أن وزيري الخارجية الإيطالي والمصري سعياً إلى تلطيف الأجواء أمس بعدما تبادل البلدان انتقادات عنيفة حول مقتل الأقباط في جنوب مصر وأعمال عنف ضد المهاجرين في ايطاليا. وقال الوزير الإيطالي للصحافيين «بيننا علاقة صداقة وليس من الصعب بالنسبة إلينا أن نتناول هذا النوع من المسائل». وأعرب عن ارتياحه «لرد الفعل السريع من قبل السلطات المصرية وقيامها بتوقيف» المتهمين بقتل الأقباط الستة والشرطي المسلم في نجع حمادي. وقال ابو الغيط «فوجئنا بتصريحات صادرة من ايطاليا (...) ولكل مجتمع مشاكله وكل دول العالم مهما كانت لها مشاكلها ورغبنا فقط أن نقول أننا جميعاً في قارب واحد ومشاكلكم هي مشاكلنا».