تنتشر في عدد من مدارس الضفة الغربية ظاهرة قيام التلاميذ بتمزيق كتبهم مع انتهاء العام الدراسي. وتختلف الآراء حول هذا الأمر، ففي حين يعتبره الطلاب وسيلة للتنفيس عن الضغط الذي عاشوه خلال العام، يرى أساتذة أنه تصرف غير أخلاقي. وتقول معلمة الرياضيات أم عبدالله إن تمزيق الكتب ظاهرة سلبية تسيء إلى سمعة المدرسة تربوياً وأخلاقياً، كما أنها تلوّث البيئة. وتضيف أن هذا التصرف سببه نقص الوعي عند الطلاب، محمّلة المسؤولية للأهل بالدرجة الأولى ثم المدرسة والمجتمع. وتشير أم عبدالله التي امتهنت التعليم قبل 18 عاماً إلى أن تمزيق الكتب لا يقتصر على طلاب المرحلة الثانوية، بل يشمل طلاب الإبتدائية والإعدادية أيضاً، مقترحة أن "تمتنع المدارس عن تسليم الشهادات للطلاب قبل تسليمهم الكتب، حتى وإن كانوا اشتروها على نفقتهم". وترى الطالبة في الصف الرابع الإعدادي دينا أبو شملة أن «ما يحصل سببه حقد التلاميذ على المواد أو على معلمهم»، وتعتبر أنه «إذا كانت المعلمة صارمة ومكروهة من قبل الأولاد، وتجبرهم فقط على الحفظ، فسيفرغون طاقة الكره التي في داخلهم على الكتب». من جهته، يرى الطالب في الثانوي مجاهد أغبر أن تمزيق الكتب «أمر طبيعي، ولا يأتي من العدم، لأن المعلم يستخدم العنف على الطالب، بالإضافة لصعوبة المناهج وأساليب التعليم المعتمده على التلقين، التي تؤدي إلى نسيان كل ما درسه بعد الإمتحان، وأيضا ضغط الأهل». ويعتقد أن الحل يكمن في أن يعتمد المعلمون أساليب الترغيب في التدريس، وأن يتم إرشاد الأساتذة ومدراء المدارس إلى الطرق الحديثة في التعليم والتعامل مع الطلاب. ويعتبر دكتور علم الإجتماع في جامعة النجاح ماهر أبو زنط، أن «من أسباب هذه الظاهرة عدم قيام الأهل والمدارس بتوعية التلاميذ، وإرشادهم إلى كيفية التعامل مع الكتب، ومع أملاك الدولة التي هي أيضاً أملاك للفرد، لذلك يجب على الطالب الإهتمام والمحافظة على الأملاك». ويضيف أن «أساليب المناهج والتدريس تتسم بالصعوبة وتؤدي إلى نفور الطلاب من الكتاب، ويعتبر تمزيق الكتب المدرسية مؤشراً مهماً لإعادة النظر في المناهج لتخفيف العبء عن الطلاب». ويقترح مساعد النائب الإداري ماهر أبو زنط «توجيه التلاميذ للمحافظة على الكتب لتقديمها للطلاب الفقراء، ما يساهم في تخفيض ميزانية طباعة الكتب على الدولة».