زف الوطن أمس، الشهيد الرقيب أول «عوض المالكي» إلى «مقبرة الشرائع» قبل أن يزف هو ابنه الأكبر «نايف»، ويرقص في زواجه المنتظر بعد شهرين. وفي الوقت الذي تحلق ذووه القادمون من الطائف حول «جثمانه» أمس، كان من المقرر أن يحتفلوا إلى جواره بعيد الفطر بالعاصمة المقدسة بحسب دعوة وجهها لهم قبل استشهاده بأيام، إذ كان ينهي «المالكي» ترتيباته بديوانية تجمع ذويه خلال أيام العيد الثلاثة، إلا أن القدر كتب له أن يسبقوه بفتح «سرادق العزاء» لتقبل التعازي في فقدانه قبل 15 يوماً من تجمع «العيد المنتظر». وفيما اغتالت أيدي «داعش» حلم الأبوة لخمسة من الأبناء وأربع من البنات وسجلتهم في كشوفات «الأيتام»، شاءت الأقدار أن ينضم إليهم شقيقهم «المنتظر» قدومه للدنيا بعد شهر، بادياً حياته بلقب «طفل الشهيد»، بعد تفاخر أشقائه الآخرين منذ الجمعة الماضي بلقب «أبناء الشهيد». «فقيد الوطن» لديه ستة من الأشقاء، أربعة منهم رجال أمن، وأربع شقيقات، ويعتبر قدوه للكثيرين منهم في حب الوطن والولاء له. وأكد سلطان المالكي شقيق الشهيد ورجل الأمن عوض المالكي ل «الحياة» أن داعش خطر يواجه الأمة ويجب محاربته بكل الوسائل ومن كل الطوائف والمجتمعات. وقال: «إن شقيقي ذهب فداء لوطنه وكلنا فخورون به وبتضحيته للوطن في شهر كريم ويوم فضيل»، مضيفاً: «تلقينا خبر استشهاده من موقع التواصل الاجتماعي وتأكدنا من الجهات الرسمية، والحمد لله على قضائه وقدره». وزاد: «عوض لديه تسعة من الأبناء والبنات وجميعهم حزينون لفراقه، ولكنهم فخورون في الوقت ذاته بأنهم أبناء شهيد الوطن، إذ كان دائماً ما يعزز روح الوطنية لدى أبنائه ويحتفل معهم بالمناسبات الوطنية».