تستعيد منازل شهداء الواجب وأسرهم في ذاكرتها مشاعر متناقضة بين ألم الفراق وفرحة نيل الشهادة، التي جعلها الله عز وجل من أعلى مراتب الإيمان، كانت "الرياض" تعايد بعض أسر شهداء الواجب ولتؤكد لهم بأن المجتمع لن ينسى أبطاله كما لم ينسى الوطن أبناءه. هنأت أسر الشهداء الجميع باليوم الوطني، وخصت صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز يحفظه الله لما يوليه من رعاية خاصة لجميع أسر الشهداء. والد الشهيد الرائد خالد عبدالعزيز الحميدان، والذي يكنى ب"أبو ابراهيم" يحتفظ في مجلسه الخاص بالدروع التذكارية وشهادات التقدير وأوسمة التشريف لابنه الذي استشهد في حادثة الفيحاء عام 1424ه، ولديه اثنان من الابناء، عبدالعزيز وعبدالله، اللذين يحلمان مثل والدهما بخدمة الوطن، وهنأ أبو إبراهيم المملكة شعباً وقيادة باليوم الوطني وقال انه يشعر أن ابنه الشهيد مازال حياً بينهم يسعد باحتضان أحفاده الفخورين بوالدهم دائماً. كما سعدت زوجة الشهيد يحيى عوض القحطاني (رقيب أول) بذكرى اليوم الوطني وتقول انها تجمع في كل ذكرى وطنية أبناءها الستة لتذكيرهم بحب الوطن، واستشهاد زوجها في حادثة الفيحاء، وهي القائمة على تربية أبنائه، وتقول " لقد كان زوجي رحمة الله عليه ينفق ماله على أبنائه وعلى أبناء أخيه المتوفى، فكان يحمل حملاً عظيماً ختمه باستشهاده"، وتثني أم عوض على موقف الأمير نايف بن عبدالعزيز في مساندتهم مادياً، حيث استطاعت الأسرة الانتقال من منزل مستأجر إلى منزل ملك نتيجة ادخار المبالغ السنوية التي تصرف لكل فرد من أفراد أسر الشهداء، وتقول "نعيش بفضل الله بمستوى طيب، ولم يبقى على ديون المنزل سوى 200 ألف ريال سنسددها بإذن الله مما ندخره كل عام، وأهم ما يملك الإنسان الصحة والعافية".أما محمد وهو شقيق الشهيد عبدالله صنات العتيبي (رقيب)، فهو لا يزال يذكر تفاصيل استشهاد أخيه الأكبر، ويهنئ المملكة شعباً وحكومة بذكرى اليوم الوطني، ويرى في أبناء أخيه (بندر 11 سنة، فيصل 9 سنوات، أميرة 7 سنوات) براعم الوفاء للوطن وذكرى الشقيق الفقيد، داعيا الله أن يستطيع القيام بواجبه تجاه أبناء أخيه الذين يواصلون جميعا دراستهم واضعين أمام أعينهم نصرة الدين والوطن. ويقول خالد البقمي شقيق الشهيد عبدالله حسين البقمي (رقيب أول)، بأن ارتباط ذكرى اليوم الوطني هذا العام بذكرى عيد الفطر المبارك جعلت للفرحة معنى آخر خفف عن أسر الشهداء الإحساس في العيد بفقدان شهدائهم، مشيرا إلى أن شقيقه ترك ثمانية أبناء وبنات يتابعون دراستهم بكل جد واجتهاد، وأن ابن الشهيد الأكبر حسين يحمل مسؤولية إخوانه وأخواته بكل مشاعر الحب والإحساس بالمسؤولية.