مثّلت زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس إلى شمال سيناء، وتفقده مواقع كانت هدفاً للهجمات الإرهابية قبل أيام، ترسيخاً لبسط سيطرة الدولة على شبه الجزيرة. كما جاء ظهوره، للمرة الأولى منذ خطاب إعلانه الاستقالة من الجيش العام الماضي، مرتدياً البزة العسكرية المخصصة للقتال الميداني، بمثابة رسالة دعم لقوات الجيش في مواجهة الإرهاب. ونبّه السيسي إلى أن الأحداث التي شهدتها مدينة الشيخ زويد الأربعاء الماضي كان الهدف من ورائها «إعلان إمارة إسلامية في سيناء»، ولفت إلى أن الهجمات الإرهابية تم «التخطيط لها في الخارج»، مشيراً إلى أن الجيش «أحبط مخططاً كبيراً.. والعالم بات مدركاً أن مصر هي عماد ودعامة الأمن والاستقرار في المنطقة». (للمزيد) وتفقد السيسي قوات الجيش في شمال سيناء، وزار مكامن عسكرية وأخرى للشرطة، ومركز عمليات شمال سيناء واستمع إلى شرح تناول سير العمليات العسكرية، كما التقى مجموعات من قوات الجيش في مدينة العريش (شمال سيناء)، وحرص على أداء التحية العسكرية لهم، متعهداً «الانتصار على قوى الإرهاب، والتصدي لمن يروّع المصريين»، معتبراً أن الغرض من هجمات ضاحية الشيخ زويد كان «النيل من كرامة مصر وشعبها». وسعى السيسي إلى طمأنة المصريين بعد الأحداث الأخيرة، قائلاً: «لا تقلقوا أبداً... لدينا رجال (الجيش) موجودون للحفاظ على بلدنا، ولا يجب أن يكون لديكم شك في دور القوات المسلحة وتضحيات رجالها»، مؤكداً أن الوضع في سيناء «مستقر تماماً». وربط الرئيس المصري بين حادث اغتيال النائب العام المصري هشام بركات في القاهرة قبل أيام وبين أحداث الشيخ زويد الأربعاء الماضي قائلاً إن الهدف منها كان «توجيه رسالة أنه بعد عامين من الإطاحة بحكم نظام ديني فاشي، يتم إعلان ولاية إسلامية في سيناء بالقوة». وأعلنت القوات المسلحة، في بيان أمس، أن قوات الأمن قتلت 205 من «العناصر التكفيرية» خلال الأيام الثلاثة الماضية في مواجهات برفح والشيخ زويد في شمال سيناء، وأشارت إلى أن طائرات الهليكوبتر المسلحة نفذت عمليات استطلاع وقصفت عدداً من الأوكار في المنطقة الصحراوية المتاخمة لرفح والشيخ زويد، ما أسفر عن «مقتل وإصابة العشرات من العناصر التكفيرية التي فرت إلى المناطق المأهولة بالسكان». في غضون ذلك (أ ف ب)، تبنت «ولاية سيناء» فرع «داعش» في مصر، إطلاق صواريخ غراد على الأراضي الإسرائيلية. وأفادت مصادر في الشرطة الإسرائيلية بأنه تم السبت العثور على بقايا صاروخ أطلق الجمعة من شبه جزيرة سيناء على إسرائيل. والجمعة سقط صاروخان في جنوب إسرائيل من دون أن يسفرا عن ضحايا أو أضرار. ولم تعلق السلطات المصرية على هذه المعلومات.