أظهرت نتائج دراسة نشرتها مجلة "ساينس" الأميركية، أن لقاحاً تجريبياً تم استخدامه على قردة في إطار البحث عن علاج لفيروس "إتش إي في" المسؤول عن الإصابة بمرض "الإيدز"، أعطى نتائج واعدة. ويقوم هذا اللقاح على تحضير عمل جهاز المناعة بداية في الاستعانة بنوع آخر من العوامل المسببة للأمراض قبل تحفيزه، باستخدام بروتين موجودة على غلاف الفيروس. وهذه المقاربة قد تشكل الاستراتيجية الأفضل للحماية من الإصابة بهذا الفيروس لدى البشر. وعمد الباحثون بداية إلى حقن قردة بلقاح ضد فيروس "غداني" وهو من الفيروسات المرتبطة بأمراض بشرية عدة، في شكل يؤدي إلى تفعيل جهاز المناعة لديها. وفي المرحلة الثانية، أعطى العلماء هذه الحيوانات ما يشبه الجرعة المعززة من خلال بروتين مطهر يشكل غلاف الفيروس، ما يؤدي إلى إطلاق تفاعل أقوى من جانب الخلايا المناعية. وتسعى هذه المقاربة الرامية إلى تخفيف قوة الرد المناعي وتوسيع الحماية من هجمات فيروسية لاحقة، واستخدمت بنجاح في لقاحات ضد فيروس "إيبولا". وسمح هذا اللقاح التجريبي بالحصول على حماية كاملة لدى نصف القردة البالغ عددها 12، في مواجهة الإصابة بفيروس "العوز المناعي" لدى القردة الشبيه بفيروس "إتش إي في" لدى البشر. وتظهر هذه البحوث أيضاً وجود رابط قوي بين قدرة الحماية لهذا اللقاح وعدد الأجسام المضادة المنتجة لمحاربة الفيروس، ما يعزز أهمية متابعة تطويره بالنسبة للبشر. وقال الأخصائي في الفيروسات والأستاذ في كلية الطب بجامعة "هارفارد دان باروش" وهو أحد أبرز معدي هذه البحوث، إن "النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة في مرحلتها ما قبل السريرية مشجعة وتفسح المجال أمام تقييم للقاح محتمل للبشر". ويجري حالياً التحضير لإجراء تجربة سريرية من المرحلة الأولى تشمل متطوعين بصحة جيدة، وذلك بهدف تقييم سلامة اللقاح التجريبي.