أكدت مصادر في صنعاء أمس أن الوفد الذي كان يُفترض أن يمثّل الحوثيين والرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح لم يتوجّه بالطائرة إلى جنيف، وأن الوحيد الذي غادر هو الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني عبدالرحمن السقاف. ويزيد ذلك الشكوك في إمكان بدء المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين كما كان مفترضاً غداً (الإثنين). وكان يُفترض أن تتمثّل الجماعة في لقاء جنيف الذي ترعاه الأممالمتحدة، بالقياديَّيْن مهدي المشاط وحمزة الحوثي، في حين يمثّل حزب صالح أمينه العام عارف الزوكا والأمين العام المساعد عضو اللجنة العامة ياسر العواضي. وفيما احتدمت المواجهات في عدن وتعز وأبين وشبوة ومأرب، تجددت الاشتباكات في منطقة العقبة القريبة من مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف (شمال صنعاء). وواصل طيران التحالف غاراته أمس في صنعاء، إذ استهدف مجموعة منازل لأشقاء صالح وأصهاره في حي «بيت معياد»، كما طاول معسكر النهدين حول القصر الرئاسي، ومعسكر الحفا في منطقة نقم شرق العاصمة، وامتد القصف إلى مدينة ذمار جنوباً، مستهدفاً القاعدة الإدارية للجيش ومخازن المؤسسة الاقتصادية في منطقة معبر شمال ذمار. وأفاد شهود ومصادر أمنية بأن غارات أخرى استهدفت مواقع للحوثيين في مدينة تعز وفي محيط مطار عدن، كما استهدفت مقر الشرطة العسكرية ومواقع في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة، وضربت مواقع للجماعة والقوات الموالية لها في منطقتي الزور والجفينة غرب مدينة مأرب، وطاولت مناطق شقرة وزنجبار والعرقوب في محافظة أبين. واستهدفت الغارات منزل بدر الدين الحوثي والد عبدالملك زعيم الجماعة في منطقة «جمعة بن فاضل» في صعدة ومنازل قيادات موالية للجماعة في ملحان ورازح المحاذية للحدود الشمالية الغربية، إضافة إلى مواقع في مناطق ساقين وحرم، كما عاود طيران التحالف قصف معسكر اللواء «25 ميكا» في مديرية عبس التابعة لمحافظة حجة الحدودية. إلى ذلك أفادت مصادر قبلية في محافظة البيضاء (جنوب شرقي صنعاء) بأن مواجهات تجدَّدت بين الحوثيين والقوات الموالية لهم ومسلّحي القبائل المدعومين بعناصر من تنظيم «القاعدة» في مناطق قيفة القبلية المجاورة لمدينة رداع. وذكرت أن 15 شخصاً قُتلوا من الطرفين في المواجهات التي دارت في مناطق خبزة وصرار العشاش وحمة صرار وأطراف جبل الثعالب الاستراتيجي الذي يسيطر عليه الحوثيون. وفي عدن قصفت جماعة الحوثي أمس، أحياء سكنية في منطقة البساتين ومدينة المنصورة، ما تسبّب في مقتل أشخاص وإصابة آخرين، وأحبط مقاتلو المقاومة الشعبية وأنصار الرئيس عبدربه منصور هادي محاولات الجماعة للتقدُّم من الشمال. كما صدّ مسلحو المقاومة هجوماً للحوثيين شمال مدينة الضالع، وهاجموا تعزيزات عسكرية للجماعة في محافظة إب. وشنّ طيران التحالف غارات على مواقع للحوثيين في مناطق الستين وجبل الزنوج في مدينة تعز، وفي محيط مطار عدن، وعلى منازل أقارب علي عبدالله صالح في صنعاء. وفي جازان صدّت القوات السعودية المرابطة على الحدود في منطقة جازان أول من أمس، محاولات جماعة الحوثيين اختراق الحدود السعودية، التي شهدت هدوءاً نسبياً خلال الأيام الماضية. وعادت طائرات القوات المسلحة السعودية للتحليق منذ ظهر أمس في أجواء المنطقة، وسُمِعَت انفجارات قرب الحدود السعودية- اليمنية، رداً على استهداف ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح قرية صلاصل الحدودية، من دون وقوع إصابات. وقال مدير الدفاع المدني في منطقة جازان العميد سعد الغامدي: «هناك منظومة كاملة من كل الجهات ذات العلاقة، برئاسة وزارة الداخلية، تعمل في حال وجود أي أمر يستدعي التدخُّل، من أضرار أو إصابات أو وفيات». وأضاف أثناء تفقُّده المواقع الحدودية التي طاولتها قذائف تسببت في أضرار: «السكان يعيشون حياتهم الطبيعية، وكذلك في موقع القذيفة التي استهدفت مسجد العطايا واستُشهِد بسببها شاب وأصيب آخر بعد أدائهما صلاة الجمعة».