أثارت الهجمات التي شهدتها سيناء أمس وسقط خلالها عشرات القتلى والجرحى من العسكريين والمدنيين، موجة من الغضب في مصر ومخاوف من توسع رقعة العمليات الإرهابية، إذ إنها جاءت بعد يومين من اغتيال النائب العام في القاهرة، وغداة انفجار سلسلة من القنابل وسيارة مفخخة في محافظات أخرى. واعتبر رئيس الحكومة إبراهيم محلب أن مصر «في حالة حرب حقيقية»، فيما حمل شيخ الأزهر أحمد الطيب على «قوى كبرى» لم يسمها قال إنها «تدير مؤامرة تستخدم فيها الخونة والإرهابيين الذين باعوا دينهم ووطنهم ليكونوا أداة لتدمير أوطانهم». ودان سلسلة الهجمات التي تبناها الفرع المصري لتنظيم «داعش»، مشدداً على أن «العمليات الإرهابية التي تشنها تنظيمات منحرفة مجرمة تستهدف إسقاط مصر وقواتها المسلحة التي أصبحت الحصن الأخير للأمة العربية، في مؤامرة تديرها قوى كبرى تستخدم الخونة والإرهابيين الذين باعوا دينهم ووطنهم ليكونوا أداة لتدمير أوطانهم». ودعا إلى «تكاتف وتوحد فئات المجتمع كافة وراء القوات المسلحة والشرطة للقضاء على الإرهاب الأسود الذي يستهدف أمن البلاد واستقرارها». وأكد «الدور المهم الذي يقوم به الجيش خلال هذه المرحلة وصمود رجاله في مواجهة الفتن والتحديات»، مشيراً إلى «أنهم في رباط إلى يوم القيامة بفضل ما يحملونه من قيم ومبادئ سامية وتضحيات مستمرة في سبيل الوطن». ودان حزب «الكرامة» الناصري الهجمات، ونعى «جنودنا من شهداء الواجب»، واعتبر في بيان أن «ما حدث من عمليات إرهابية ما هو إلا محاولات يائسة لبث الرعب في قلوب الشعب المصري وتقطيع أوصاله»، مؤكداً «ضرورة الوقوف صفاً واحداً في مواجهة تلك الهجمات البربرية التي تستهدف إسقاط الدولة، والاصطفاف الوطني لمواجهة خطر الإرهاب حتى اقتلاعه من جذوره»، وطالب ب «سرعة القصاص لكل شهداء الواجب الذين سقطوا في مواجهة الإرهاب». واعتبر رئيس حزب «الإصلاح والتنمية» محمد أنور السادات، أن عمليات التفجير المتتالية «بداية الدخول في النفق المظلم، وتحقيق رغبات العابثين الذين لا يريدون لمصر خيراً ولا استقراراً». وشدد على «ضرورة أن يكون هناك تحرك داخلي لإعادة النظر في استراتيجية مواجهة الإرهاب في سيناء»، مشيراً إلى أن تفجيرات أمس «لن تثني عزيمتنا عن الاستمرار ومضاعفة الجهد في مواجهة الإرهاب والتطرف». وأكد «ضرورة ألا ننتظر الإرهاب حتى يأتي إلينا ونكتوي بناره، وأن نبادر بتوجيه ضربات استباقية إلى معسكرات تدريب الإرهابيين ومهربي المواد المتفجرة والسلاح خارج حدودنا، في موازاة تحرك الخارجية المصرية سريعاً والتقدم إلى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة لإقرار ما يسمح للدول التي تهددها دول الجوار التي تؤوي إرهابيين بالقيام بما تراه مناسباً لمواجهة الإرهاب والتطرف، خصوصاً أن العالم كله أصبح شاهداً على ما يحدث، وغالبية الدول متضامنة مع مصر في حربها ضد الإرهاب». ودان «المجلس القومي لحقوق الإنسان» التابع للدولة، «الجرائم الإرهابية المنظمة التي ارتكبت ومازالت ترتكب في حق رجال الجيش والشرطة وفي حق المدنيين، في إطار هجوم منظم واسع النطاق يرقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية». وطالب السلطات ب «وضع وتنفيذ استراتيجية شاملة للحرب ضد الإرهاب، يشارك فيها المجتمع المصري بأطيافه كافة»، كما دعا «المجتمع الدولي» إلى «التضامن مع حكومة مصر وشعبها، والمشاركة الفعالة في التصدي لهذه الموجة الإرهابية العاتية التي تجتاح عدداً من الدول العربية وتهدد بالامتداد إلى مجتمعات أخرى». ودانت فرنسا الهجمات. وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال في بيان إن بلاده «تقدم تعازيها لأسر الضحايا، وتؤكد مجدداً تضامنها مع الحكومة والشعب المصري في مكافحة الإرهاب». وأكدت وزارة الخارجية الإيطالية أنها «تقف إلى جانب مصر شعباً وحكومة ضد الهجمات الإرهابية التى شهدتها البلاد وأدت إلى سقوط العشرات من الضحايا». وأضافت في بيان أن «مصر ركيزة الاستقرار في المنطقة، والتهديدات الإرهابية لن تنجح في ثني عزيمة الشعب والحكومة المصرية». ونددت بريطانيا بالهجمات. وقال وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية البريطانية توباياس الوود في بيان: «أدين الهجمات الإرهابية المؤسفة في شمال سيناء... ونتضامن مع أسر جميع المتضررين، والمملكة المتحدة تقف شريكة مع الشعب المصري في معركته ضد خطر الإرهاب».