يافا (فلسطينالمحتلة) - رويترز - تحجب فيلات من ثلاث طبقات مطلية بألوان زاهية في مدينة يافا رؤية البحر المتوسط عن منزل عائلة حطاب الذي يتقشر الطلاء الرمادي من على جدرانه وهبط مستوى دعائمه. وتقول استر سابا جارة حطاب: «حيناً يتقلص، لكن لماذا يجب أن نرحل؟ هنا ربينا أبناءنا ونشأنا. إذا أجلينا جميعاً فقل لي من سيتبقى؟» وعائلة استر وحطاب من بين نحو 500 عائلة عربية تسعى جاهدة للاحتفاظ بموطئ قدم في حي العجمي وهو الجزء الذي يغلب على سكانه العرب من يافا التي تتحول بسرعة الى بديل يحمل ملامح فنية للحداثة التي تتسم بها مدينة تل أبيب المجاورة. وتقول استر (33 سنة): «يجب أن تساعدنا الحكومة للعثور على طريقة لشراء منازلنا او سداد إيجار، بدلاًَ من هذا يحاولون إخراجنا من هنا، الى أين سنذهب؟» وملكية معظم العقارات محل نزاع. وحي العجمي الذي كان ذات يوم منطقة عشوائية من المقرر هدمها في طريقها الى ارتقاء اجتماعي سريع والمطورون العقاريون لن ينتظروا. وترى يهوديت ايلاني (49 سنة) وهي يهودية اسرائيلية وناشطة تحاول مساعدة الأسر على الاحتفاظ بمنازلها: «هؤلاء الناس يعيشون في أكواخ تطل على منظر شاطئ يساوي بلايين الدولارات». وقبل خمس سنوات كان السكان يستيقظون من وقت الى آخر على أصوات الفوضى ليلاً في المنطقة العشوائية وهو الموضوع الذي طرح في فيلم بعنوان «عجمي» الذي يمثل اسرائيل في مسابقة الأوسكار للعام الحالي. ويقول سكان في المنطقة إن طواقم البناء التي تتوافد في الصباح الباكر هي التي تفسد الهدوء هنا وليس طلقات الرصاص. كانت يافا ميناء ومركزاً ثقافياً للعالم العربي قبل أن ينشئ مستوطنون يهود تل أبيب عام 1909. وفي حرب 1948 طُرد معظم سكان يافا من العرب او فروا وباتت المدينة القديمة الآن شبحاً لما كانت عليه حيث ابتلعتها جارتها الحديثة.