اجتمعت نحو مئتي أم لأطفال معوقين، صباح أمس، في ملتقى نظمته وحدة «التأهيل ضمن المجتمع»، التابعة لجمعية المعوقين في المنطقة الشرقية. وكشفت مشرفة الأقسام النسائية في الجمعية هيلدا إسماعيل، عن الخطة التي تسعى الجمعية إلى تحقيقها عبر جلسات أسبوعية، مضيفة أنه «يوجد ثلاث وحدات متخصصة للإناث، وهي «التأهيل ضمن المجتمع»، التي تضم 260 طفلاً معوقاً، و»التأهيل المهني» التي تضم 50 طفلاً، و»التعايش الأسري» التي تضم 14 طفلاً». وأبانت إسماعيل، في تصريح ل «الحياة»، أن الهدف من إقامة الملتقى سنوياً هو «الإرشاد الأسري، وتدريب الأمهات على كيفية التعامل مع أطفالهن لتحقيق التدريب في المنزل، بسبب ما تعانيه بعض حالات الإعاقة من سوء معاملة، وعدم معرفة بالتعامل معهم، ووضع خطط وبرامج تدريبية، تساعد الطفل على تطوير قدراته تدريجياً». وحول توفر الأدوات والأجهزة للمعوقين، وصعوبات الحصول عليها، وعدم تمكن عدد من الأسر من شرائها، قالت: «بدأت لجنة الزكاة في المجمع بإصدار لائحة إعفاءات من الرسوم، وتركيب الأطراف الاصطناعية، وشراء العربات، وغيرها من الأدوات التي يحتاجها الطفل المعوق، وتسلمت عدد من العائلات الاحتياجات التي كانت تقدمت بطلبات للحصول عليها». وقدمت اختصاصية العلاج الطبيعي أنوار الزاير، خلال الملتقى، إرشادات حول دور الأم في تحقيق أهداف الخطة العلاجية، لمراعاة أحوال الطفل وتحسن حاله العلاجي، مبينة الدور «الفعال الذي يقع على عاتق الأم، لتحسن حالة الطفل، من خلال تنظيم المنزل، وإعداد الوجبات الخاصة، وقراءة أفكاره، ومعاملته في الشكل الطبيعي، وعدم الخجل من حال طفلها المعوق». وأكدت على أن الخطة العلاجية تتطلب «متابعة مع مراكز الرعاية الخاصة، إضافة إلى تعليمه في المنزل، ومعاملته معاملة عادية أسوة بغيره». فيما أوضحت الاختصاصية النفسية جميلة قطناني، في محاضرة عن فرط الحركة ونقص الانتباه، أن أسباب تلك الحالات هي «وراثية، وارتباطات في الجهاز العصبي، وأسباب كيماوية» موضحة أن تلك الفئة «ضائعة، وعدد منهم لم يدخلوا مدارس، علماً أن بعضهم وصل إلى مراحل متقدمة من العمر، وأصبحوا في عداد الأميين»، مضيفة أن «من أعراض فرط الحركة ونقص الانتباه، النسيان والإهمال والتشتت الذهني. لذا لا بد من معرفة الأسباب المؤدية لذلك، لأن الأعراض تبدو واضحة كالمزاج والعصبية، وعملهم أشياء من دون هدف، وعدم الإدراك للأوامر، إضافة إلى مشاكل في النطق واضطرابات النوم»، موضحة أن هناك «حالات مرضية تتشابه مع فرط الحركة ونقص الانتباه، وهي فقر الدم، والاضطراب الحركي، واضطرابات الغدة الدرقية، والديدان في الأمعاء، وإصابات في الدماغ والصرع»، محذرة من «حالات التحرش التي يتعرض لها الأطفال المعوقين، والمصابين بفرط الحركة ونقص الانتباه، إضافة إلى المخاوف من الضغوطات الاجتماعية، وغيرها من الأمور التي قد تؤدي إلى انحرافات سلوكية وإدمان». وسردت أمهات، يومياتهن مع أطفالهن المعوقين، ونظرة المجتمع إلى أبنائهن، وتحسن مستوى الخدمات في مراكز الرعاية بعد مطالبات عدة، عبر وسائل الإعلام. وأشارت أم الطفلة رانية السعيد، التي تبلغ من العمر ثلاث سنوات، التي علمت بإعاقة ابنتها وهي حامل بها، إلى «نصائح قدمها أطباء لي بسرعة الإجهاض، إلا أنه غير مسموح به في المملكة، واستمر الحمل، وأنجبت رانية، وأصبحت تتحسن بشكل تدريجي، بسبب المتابعة والعناية المستمرة»، ناصحة الأمهات ب «عدم اليأس، لان اليأس لن يجلب المنفعة». ونقلت أمهات أخريات، صعوبات يواجهنها في توفير طلباتهن، ورفض مدارس التعليم العام دمج أبنائهن المعوقين، علماً أن وحدة التعليم في المجمع تصدر خطابات، تتضمن قدرة الطفل على الالتحاق في المدارس، بعد أن تشهد حاله تحسناً ملحوظاً.