ما إن دخل شهر رمضان المبارك حتى اختار بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي «واتساب»، «تويتر»، «فيسبوك»، «إنستغرام»، «سناب شات» تغيير صورهم الرمزية لصورة تفيد مقاطعتهم لهذه البرامج، فيما انتشرت رسائل عدة، تدعو للمشاركة في مقاطعة هذه البرامج وتخصيص هذا الشهر للعبادة والصوم وقراءة القرآن. وتفاوتت ردود الأفعال حول جدوى هذه الحملات من عدمها، ففي حين قام سيف الثنيان بحذف جميع برامج التواصل الاجتماعي واختار عبارة «نلتقيكم بعد رمضان إن كنا من الأحياء»، معلناً ختام صلته ببرامج وسائل التواصل، أكد أن «وسائل التواصل الاجتماعي حتى وإن كانت من المباحات إلا أنها تستهلك ما نسبته ثماني ساعات من يومي بشكل متفرق، مما يجعل تخصيص أوقات للعبادة معها مستحيلاً، لا سيما مع أوقات النوم والعمل، وجربت تخفيف استخدامي لها قبل رمضان إلا أنني لم أستطع مما جعلني أقرر الابتعاد عنها بشكل كامل». وحول ما إذا كان ابتعاده عنها أفقده التواصل مع الأصدقاء قال سيف: «لا شك أن مثل هذه البرامج أضحت سبباً من أسباب التواصل مع الأصدقاء والأقارب إلا أن غياب شهر لن يؤثر، وأنا على تواصل مع الأصدقاء كل يوم، وكذلك الأهل، فقط أردت أن يكون رمضان هذا العام مختلفاً بالنسبة إلي». ويخالفه تماماً رشيد النويصر الذي يرى في برامج الشبكة الاجتماعية «باباً من وسائل التواصل في ظل طغيان الحياة المدنية وتباعد الأهل والأصدقاء وانتقال كثير منهم إلى مدن مختلفة، والقول إنها تشغل عن الطاعات خلال شهر رمضان غير صحيح، فالتواصل عبر هذه الوسائل وتبادل رسائل النصح والإرشاد والسؤال والتواصل وصلة الأرحام، من أعمال الخير التي يدعو ديننا الحنيف لها، خصوصاً في رمضان، وبإمكان الشخص تنظيم الوقت بحيث لا يطغى استخدام هذه المواقع على جدول الشخص خلال هذا الشهر، أما إن كان اعتزاله لأن حساباته تحوي ما لا يليق بحرمة الشهر فرب رمضان هو رب بقية الأشهر، وعلى الإنسان أن يراجع ما يشاهده ويتابعه بصفحته، ويكون التغيير نهائياً فرمضان فرصة للتغيير من السلوكيات غير الحسنة». من جانب آخر يرى الداعية سويلم السويلم: «أن كل أعمالنا مردها النية، وهي منطلق تقويم صحة أعمالنا من عدمها، فمن نوى اعتزال وسائل التواصل الاجتماعي اقتداء بالسلف الصالح حينما كانوا يهجرون حلق العلم والذكر ويتفرغون للقرآن فهو حسن، وهو ما ورد عن الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين من بعدهم، ومن رأى بأن ببقائه يفتح باباً من أبواب الخير فينصح أخاً وتعظ أختاً ويصل رحماً فذاك حسن فالعبرة بالمقاصد، لكن ما ينبغي الحرص عليه ألا يثرّب أحد منهم الآخر، ولا أن يخطئه، وألا يكون فعله بالترك أو البقاء باباً من أبواب الرياء، وأن يجعل الإخلاص هو هدفه، وأن يحرص على تخصيص جزء كبير من يومه للقرآن تلاوة وحفظاً وتدبراً».