في الوقت الذي تنهمك الأيدي والعقول في برامج الأجهزة الذكية بحماسة منقطعة النظير، تنقلب الأمور رأساً على عقب مع دخول شهر رمضان المبارك، فالعديد من المشتركين في خدمات ك«الواتساب» وبرامج المكالمات المجانية والدردشات لا يجدون لها وقتاً، ويفضلون الانشغال بالعبادة، وربما السهر مع الأهل والأصدقاء، والنوم الذي يستمر ساعات طويلة في النهار. لم تر أبرار موسى في ذلك حرجاً «نعم أنا أنقطع عن برنامج «الواتساب» وأحاول إلغاء برامج الدردشة الأخرى، لأنها تشغلني عن قراءة القرآن والذكر، وهذا يتنافى مع روحانية شهر رمضان، وخلال النهار الذي تكون ساعاته طويلة يكون النوم غالباً علينا، وعند الاستيقاظ نبدأ في الانشغال بالعبادة أو الطبخ، كما لا يكون لدينا القدرة على الكتابة وإثارة المزح والضحك وغيرها من الأجواء التي تتميز بها برامج الدردشة، وربما يطرأ عليها تغير طفيف ينسجم مع روحانية الشهر من خلال إرسال الأدعية والأذكار، ومع ذلك إيقافي لها هو الحل الأفضل لختم القرآن الكريم، والانشغال بما يعود بالفائدة ويتناسب مع أجواء رمضان الكريم». تشاطرها الرأي أسماء الحمد التي ترى أن «الانقطاع عن العالم الإلكتروني، أفضل حل للالتزام في رمضان، عدد من صديقاتي انسحبن من «المجموعات» وفضلن البقاء على دردشات فريدة، كما أن بعضهن انسحب من خدمة «واتساب». وعلى رغم أن برامج المكالمات المجانية كانت هي السائدة في غير شهر الصيام، أصبح لها نصيب وافر من الانقطاع، وباتت مهجورة ولا فائدة منها مقارنة مع الوقت السابق، وستشهد عودة حميمة مع دخول شهر شوال للتواصل مع الأهل وتقديم المعايدات، خصوصاً في ما يتعلق بالمكالمات الدولية». وتؤكد أسماء أن «أجواء رمضان تفرض هدوءاً وصفاء ذهنياً، وقليلاً ما يكون للتسلية مكان، فالنوم يحتل المرتبة الأولى في نهار رمضان، والليل يكون للعبادة والتمتع في البحث عن وجبات رمضانية مناسبة، وتبقى هناك حاجة للتواصل مع الأهل والأصدقاء، لذا يكون الخيار الإلكتروني أضعف الخيارات المتاحة، فالأولوية للصلاة وقراءة القرآن والدعاء، فعندما ننشغل في «الواتساب» أو ما هو على شاكلته نشعر بنوع من ذهاب الفرصة، لأن رمضان فرصة تأتي مرة واحدة في العام، نتقرب فيها إلى الله عز وجل، فكلما مضى يوم نكون قد خسرناه إذا لم نكرسه للعبادة والدعاء والصلاة». من جانبها، ترى الاختصاصية الاجتماعية، مها سفر أن «تحديث نمط الحياة من أبرز الوسائل التي تقلل من الأمراض النفسية والاكتئاب، فالتغيير الرمضاني يخلق أسلوب حياة جديد، ويؤدي إلى الانغماس في ما هو إيجابي، لأنه وقتي، أي أنه فترة وينتهي، والانقطاع عن وسائل التسلية المملة ك«الواتساب» و«تويتر» و«الفيسبوك»، سواء أكان انقطاعاً بسيطاً أم كاملاً يؤدي إلى الاستفادة من الجوانب العملية المتاحة، فشهر رمضان يتسم بالروحانية والتقرب من الله بالعبادات، فعندما ترى نفسك تنشغل بوسائل تسلية لا فائدة منها فربما تشعر أنك تضيع الفرصة على نفسك، وعندما تنشد الجو الروحاني للشهر وتنغمس في العبادات ربما تجد نفسك قد كسبت وتمكنت من الفوز برضا الله، لذا أرى أن خير الأمور أوسطها، فلا يكون التواصل الاجتماعي الحديث شغلنا الشاغل، ولا نقطع صلتنا بالأصدقاء والمقربين».