أكد مساعد وزير الدفاع والطيران السعودي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز أمس أن القوات المسلحة السعودية لن تتوقف عن ملاحقة المتسللين إلى حدودها الجنوبية حتى لو اقتصر الأمر على متسلل واحد. وشدد الامير خالد، خلال تفقده القوات المرابطة على الشريط الحدودي الجنوي المحاذي لليمن، على أن السعودية «لا ولن تتفاوض مع متسللين ومخربين»، وحذر هؤلاء من أنهم إذا حاولوا فتح جبهات أخرى فإن «القوات المسلحة (السعودية) منتشرة على كل الحدود». وأضاف: «كل مكان سواء هنا، سواء في ظهران الجنوب، سواء في نجران، سواء في شرورة... كل الحدود التي تفوق 480 كيلومتراً كلها فيها خطط، وبحول الله وقوته لن ينجح منهم أحد». وأعلن الأمير خالد في مؤتمر صحافي عقب جولته، أن عدد شهداء القوات المسلحة السعودية في معارك الحدود الجنوبية ارتفع من 73 إلى 82 شهيداً. أما عدد المفقودين فقد انخفض من 26 إلى 21 مفقوداً بعد العثور على جثث خمسة مفقودين إثر تطهير منطقة جبل رميح الحدودية. وأوضح أن عدد المصابين انخفض من 60 إلى 39 جندياً. وقال مساعد وزير الدفاع والطيران السعودي أن حدود بلاده «بأيدٍ أمينة». وذكر أن المتسللين كانوا يأتون في مجموعات بأعداد تراوح بين 100 و200 مسلح، «والذي نلاحظه خلال الأسابيع القليلة الماضية ان تجمعاتهم كانت أقل بكثير، ما عدا خلال ال48 ساعة الماضية حيث تجمعوا محاولين الدخول من خلال (منطقة) الجابري، وقضي عليهم تماماً». وأضاف: «الحقيقة قضي عليهم كلهم. لهذا أنا أعتبر أننا حققنا كل أهدافنا». وفي كلمة وجهها قبل ذلك إلى أفراد القوات المسلحة المرابطين هناك، قال الامير خالد أن القوات السعودية التزمت توجيهات قائدها الأعلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول المجاورة، ولا تسمح في الوقت نفسه لكائن من كان بالتعدي على شبر واحد من أراضيها. وأضاف: «ترجمتم تلك التوجيهات عملياً على الأرض بأن دمرتم المعتدين وحافظتم على السيادة دون التدخل في حدود الشقيقة الجمهورية اليمنية». الجبهة اليمنية وفي الجانب اليمني، أكدت ل «الحياة» مصادر متطابقة في محافظة صعدة اليمنية (شمال غرب البلاد) ان وحدات مشتركة من الجيش والأمن تقوم بعمليات تطهير في مدينة صعدة القديمة والأحياء المجاورة حيث ينتشر عشرات المسلحين «الحوثيين». واضافت ان معارك شرسة تدور منذ فجر الأحد قتل فيها ما لا يقل عن 40 حوثياً وجرح عشرات آخرون واعتقل نحو 30 فيما سقط 20 جندياً من الجيش والأمن بين قتيل جريح. وأبلغت مصادر في محافظة الجوف «الحياة» ان 15 «حوثيا» قتلوا امس في مواجهات مع مسلحين من قبيلة آل الصقرة وقعت في منطقة المطنة بعدما حاول هؤلاء اقتحام منزل احد ابناء القبيلة. في هذا الوقت، اعربت مصادر حكومية عن قلقها الشديد من احتمال ان يكون مقاتلون صوماليون من «حركة الشباب المجاهدين» المتحالفة مع تنظيم «القاعدة» نجحوا خلال الاشهر الاخيرة في التسلل الى الأراضي اليمنية متخفين بين مئات النازحين الصوماليين الذين يصلون الى الشواطئ اليمنية أسبوعياً. وأكدت المصادر ل «الحياة» ان السلطات الأمنية وقوات خفر السواحل اتخذت إجراءات استثنائية في شدتها لمنع تسلل ارهابيين من الصومال، وباشرت عملية واسعة للتحقق من هوية آلاف النازحين الصوماليين والأفارقة في المخيمات التي اقامتها لهم السلطات اليمنية بالتعاون مع منظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة. وأشارت إلى اعتقال مقاتلين صوماليين في الأسابيع الأخيرة كانوا في طريقهم إلى محافظة صعدة لمساندة المتمردين «الحوثيين» أو للعمل معهم في التدريب وحفر الخنادق. وفي السياق نفسه، أعلنت السلطات اليمنية انها تمكنت أمس من القبض على أربعة اشخاص يشتبه في انتمائهم الى «القاعدة» وبحوزتهم أسلحة وذخائر في محافظة شبوة (شرق البلاد)، حيث تقوم وحدات مكافحة الإرهاب بعمليات تمشيط واسعة.