أعلنت قيادة القوات المشتركة للتحالف العربي أن القوات المسلحة السعودية تمكنت أمس من صد هجوم على محاور عدة بقطاع جازان ونجران من الجانب اليمني، اتضح أنه منسق ومخطط ومنفذ من تشكيل للحرس الجمهوري التابع لقوات الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح وبمساندة من ميليشيا الحوثي، أسفر عنه استشهاد 4 من القوات السعودية. وقالت في بيان لها ليل أمس: «إن هذا الهجوم كان يقصد به اختراق حدودنا وتحقيق نصر معنوي يغطي خسائر العدو ويمحو فشله أمام مناصريه». وأضاف البيان الذي بثته وكالة الأنباء السعودية: «تصدت قواتنا البرية الباسلة بالمدفعية وطائرات الأباتشي بمساندة من قوات الحرس الوطني والقوات الجوية، ودعم من رجال حرس الحدود لتلك المحاولة اليائسة، وتمكنت بفضل الله من دحر هجوم قوات العدو وقتل العشرات منهم في معركة شرف بدأت من الساعات الأولى من فجر اليوم وحتى الظهر، وواجهت مقذوفات العدو بكل شجاعة، ودمرت آلياته ومعداته التي نفذت أعمالها العدائية على الحد الدولي». وأشار البيان إلى استشهاد كل من النقيب ناصر بن خالد العطاوي من الحرس الوطني، والملازم عبدالله بن يحيى الفيفي من القوات البرية، والعريف حسن بن أحمد الناشري من القوات البرية، والجندي طيب علي حسن منقري من حرس الحدود، في «معركة الشرف للدفاع عن أرض المملكة وحدودها». في غضون ذلك، يتم البحث بين أطراف مختلفة معنية بالأزمة اليمنية لترتيب بدء الحوار في جنيف بين مختلف الأطراف ما قد يمهد لإعلان هدنة مع بدايات شهر رمضان تتوافق مع مبادرة أطلقتها الأممالمتحدة في محاولة لإنهاء الحرب. وتحاول مختلف الأطراف تحقيق مكاسب على الأرض قبل بدء الحوار وإعلان هدنة. وعلى رغم عدم تحديد موعد رسمي لهذه المحادثات، الا ان ديبلوماسيين في نيويورك قالوا ان الحوار قد يبدأ في 14 حزيران (يونيو)، مؤكدين ان هدفهم هو التوصل الى وقف لإطلاق النار، ووضع خطة لانسحاب الحوثيين وأنصار علي صالح من المناطق التي سيطروا عليها، وزيادة المساعدات الإنسانية. وقابل الحوثيون خطوة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي التي وافقت من حيث المبدأ على محادثات السلام، بالإيجاب. وقال عضو المكتب السياسي لحركة «أنصار الله»، الجناح السياسي للجماعة ضيف الله الشامي لوكالة «فرانس برس» انهم «رحبوا بدعوة الأممالمتحدة إلى الذهاب إلى طاولة الحوار من دون شروط مسبقة». وقال الشامي إن الحوثيين «ليس لديهم أي شروط... ولا يقبلون بأي شروط» وإنه «اذا كان لأي طرف شروط فليضعها على طاولة الحوار». وقال الشامي إنه يتوقع «حضور كل المكونات السياسية التي كانت شاركت في الجولة السابقة من الحوار» في صنعاء. وأضاف الشامي «لم نبلّغ رسمياً بالموعد المحدد للاجتماعات، وسمعنا من الإعلام أنه تحدّد يوم 14 الجاري». عسكرياً شن مسلحو المقاومة المؤيدون للرئيس الشرعي أمس هجوماً وصف بأنه الأعنف شرق عدن في محاولة للتقدم إلى المطار بالتوازي مع هجوم للمسلحين الحوثيين لهم للسيطرة على الأحياء الشمالية الغربية في منطقتي جعولة وبير فضل، فيما واصل طيران التحالف قصف مواقع الجماعة والمعسكرات التي تسيطر عليها في محافظات عدة. وأفادت مصادر المقاومة بأن أكثر من 30 حوثياً قتلوا أمس في عدن والبيضاء وتعز، وأن مسلحي القبائل في مأرب استعادوا السيطرة على موقع إستراتيجي غرب المدينة التي يطوقها الحوثيون من أربع جهات للسيطرة عليها والتحكم في مصادر النفط والطاقة وتأمين الطريق إلى حضرموت. وأكدت المصادر أن مسلحي القبائل في محافظة الجوف خاضوا أمس اشتباكات عنيفة مع قوات الحوثيين التي استولت على منطقة اليتمة وتحاول التقدم في مديرية خب والشعف بعد تعزيزات وصلتها من صعدة تضم دبابات وراجمات صواريخ «كاتيوشا» وعشرات الأطقم المسلحة. وفي تعز التي تشهد أحياءها اشتباكات متواصلة وقصفاً متبادلاً بالمدفعية والدبابات أفاد شهود بأن مسلحي الجماعة فرضوا حصاراً خانقاً على المدينة من كل المداخل في محاولة لقطع الإمدادات عن المقاومة ورجالها الذين يسيطرون على غالبية أحياء المدينة ويخوضون معارك عنيفة لدحر الحوثيين. وواصل طيران التحالف أمس استهداف مواقع الحوثيين والمعسكرات التابعة لهم في صنعاء وحجة وذمار وتعز والجوفوعدن وشبوة وشمل القصف قيادة قوات الأمن الخاصة في صنعاء وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المعسكر وسط طلقات المضادات الأرضية، كما طاول القصف مواقع مفترضة للحوثيين في منطقة دار الحجر وقرية القابل ووادي ظهر وجبل مسور شمال غربي العاصمة في مديرية همدان. وضرب الطيران مواقع وآليات للجماعة في كريتر ومحيط المطار في عدن وفي لودر وزنجبار التابعتين لمحافظة أبين كما استهدف مواقع أخرى في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة، وطاول مواقع في مدينة تعز يسيطر عليها الحوثيون من بينها مدرسة النور ومنزل وكيل المحافظة أنس النهاري الواقع في شارع الأربعين. وأغار الطيران على مواقع في مديرية حرض الحدودية في محافظة حجة كما استهدف تجمعات للحوثيين على طول الشريط الحدودي في محافظة صعدة حيث معقل الجماعة، في وقت تظاهر الآلاف من أنصارها عصر أمس في صنعاء للتنديد باستمرار الغارات. وعاود الطيران قصف ذمار وأفاد شهود بأن سلسلة غارات ضربت مواقع في منطقة الدرب شمال المدينة منها مباني كلية المجتمع والمعهد الصناعي التقني، وامتد القصف جنوباً إلى إب حيث استهدف معسكر قوات الأمن الخاصة. وعززت الجماعة في اليومين الأخيرين قواتها في قاعدة العند ويعتقد مراقبون أن قادتها يحاولون حسم القتال لمصلحتهم في مناطق عدن وتعز ومأرب وشبوة استعداداً للزحف إلى حضرموت والتي يسيطر علي نصفها الساحلي وعاصمتها المكلا عناصر تنظيم «القاعدة» فيما تسيطر السلطات المحلية وقوات الجيش الموالية لهادي على مديريات الوادي والصحراء حيث مدينة سيئون وشبام وتريم والقطن.