يأتي كثير من رواد مهرجان غلاستنبوري البريطاني الذين يتوقع ان يصل عددهم الى 175 ألف شخص هذه السنة، لعيش مغامرة عائلية أو سياسية مع فرقة «بوسي رايوت» الروسية المعارضة أو حتى روحية مع الدالاي لاما. ويعتبر نايثن واسون عازف الغيتار المرافق لمغني الفولك البريطاني بن هاورد الذي أحيا حفلة على أحد المسارح الرئيسة، ان هذا الحدث يجب ان يختبر ضمن العائلة. ويقول وهو يتنزه مع زوجته وابنته ايسمي البالغة ثلاث سنوات وابنه بوبي البالغ عشرة أشهر، انه يرى في مهرجان غلاستنبوري الذي يشارك فيه للمرة الثانية «تجربة جيدة» للعائلة. ويوضح: «الاطفال يتكيفون بسهولة كبيرة، فطالما ان لديهم مكاناً ينامون فيه يمكننا أن نذهب بهم الى القمر» مع ان الشمس والمطر والتعب أمور تصعب إدارتها. ويتميز المهرجان المعروف عالمياً، في انه يستقبل الجميع في خيم على مدى خمسة ايام منها الخيم الفخمة (12600 يورو لخمسة أيام) ومنها المتواضعة الممتدة على مد النظر في حقول منطقة سومرسيت الخضراء. ويتجاور أطفال صغار مع الهيبي المتقدمين في السن أو الرواد الثملين وهم ينتعلون جميعاً جزمات مطاطية لا مفر منها للتمكن من التنقل في مزرعة ورذي الممتدة على اربعة كيلومترات مربعة والتي تتحول بسبب الامطار الى حقول موحلة. وتتنقل الجموع الغفيرة بين الاعلام المتعددة الالوان وأكشاك الاكل من كل الانواع ونافثي النار وصالونات تصفيف الشعر وضرب الاوشام، في كل الاتجاهات تحت شمس حارقة كما حصل الخميس الماضي أو أمطار غزيرة كما كانت الحال بعد ظهر الجمعة مع ما يرافقها من وحول. وفي «كيدز فيلد» الفسحة المكرسة للأطفال كان ينتظر مجيء عالم الفيزياء الفلكية ستيفن هوكينغ إلا انه لم يأت. وأوردت صحيفة «ديلي تلغراف» انه مريض. الا ان الجهاز الاعلامي التابع للمهرجان اكتفى بالقول ان البرنامج يتضمن حضور هوكينغ من دون تحديد التاريخ أو الساعة. وتقول كارين شيسليت التي اتت مع ولديها فرييا (10 سنوات) وكايان (ست سنوات) : «ولداي ينتظران بفارغ الصبر مجيء دينامو» وهو ساحر متخصص في الاسترفاع. اما فرقة «بوسي رايوت» الروسية المعارضة لموسيقى البانك فقد أوثقت على إحدى تلال الموقع ممثلاً حول الى «ناشط انفصالي» اوكراني» مؤيد للروس ووضع على رأسه غطاء بألوان قوس القزح للتنديد بعدم احترام حقوق المثليين في روسيا والوضع في اوكرانيا. وراحت ناديا تولوكونيكوفا وماريا اليخينا وقد وقفتا على سطح شاحنة عسكرية روسية تمليان «قواعدهما» على الجمهور المبهور، فقالتا: «فكروا بطريقة مختلفة، فكروا بطريقة مناصرة للنساء» و»أي تغيير يبدأ بتمرد» و»عيشوا من دون أي خجل». وقالت تولوكونيكوفا: «باشروا كل يوم بتمرد». أما سوزان غريغوري وهي متطوعة في الثامنة والخمسين مكلفة إعادة تدوير النفايات فتحرص على ألا تبلغ الفوضى سلال المهملات. فهي تسهر مع 25 ألف متطوع آخر، في مقابل حصولهم على بطاقة مجانية للمهرجان، على توجيه الحضور وتقديم مئات آلاف الوجبات والتحقق من تنظيف آلاف المراحيض النقالة. واختتمت المهرجان أمس فرقة «ذي هو». كما أن الدالاي لاما الزعيم الروحي للتيبت والمقيم في المنفى وجّه رسالته «اللاعنفية» في ما شكل هذه السنة ذروة غلاستنبوري وريث وودستوك عن جدارة.