عُرفت «أم بدر» رحمها الله في محافظتي بقيق والأحساء بصنع الشيرة وتوزيعها في كل سنة مع بداية شهر رمضان، صدقة تمتاز بها عن غيرها من المحسنين، اعتاد عليها الأقارب والأصدقاء والفقراء والمحتاجون في كل سنة، واستمرت على تلك الحال سنوات طويلة تقدمها حباً لشهر الخير. «أم بدر» رحلت عن الدنيا وتركت آثار الصدقة جارية بعدها منذ ثماني سنوات من وفاتها بعد تعليم ابنة اختها وهي زوجه ابنها الأوسط تلك الحرفة، وها هي «أم فهد» تستمر على خطى «أم بدر» في توزيع الشيرة، وإسداء ثوابها لخالتها التي غادرت الدنيا. وتروي ل«الحياة» قصتها، قائلة: «اكتسبت من خالتي أم زوجي رحمها الله القيام بهذه الصدقة المميزة، إذ كنت أقوم في كل سنة بمشاركتها العمل أنا وزوجات أبنائها، حين يقمن بزيارتنا، وحين كبرت كنت أصنع تلك الشيرة تحت إشرافها، فيما كانت هي توجهني في كيفية صناعة المقادير، حتى أتقنت الحرفة، ثم زادني حرصاً على المضي على طريقها، وصيتها إياي بألا تنقطع صدقتها التي اعتادت على تقديمها للفقراء والأقارب والمحتاجين». وأشارت إلى أن خالتها استمرت في عمل الخير نحو 20 عاماً، لم تكن تتقاضى أي مقابل مادي على العمل الذي كانت تقوم به ابتغاء مرضاة الله. وكانت الشيرة التي ابتكرتها مختلفة عن تلك التي اعتاد الناس على شرائها أو إعدادها في البيوت، وهي «مادة سائلة، تستخدم لتحلية بعض المعجنات الرمضانية، مثل اللقيمات».