حقق تنظيم «داعش» أمس تقدماً إضافياً في مدينة الحسكة بعدما جهز «جيش الخلافة» الذي يضم عناصر أجانب ومئة انتحاري واستعد لفرض سيطرته الكاملة على المدينة، بالتزامن مع اشتباكاته المستمرة مع الأكراد في عين العرب (كوباني)، في وقت حقق مقاتلو «الجيش الحر» تقدماً بطيئاً في مدينة درعا جنوباً. وأُعلن أمس أن وزير الخارجية وليد المعلم سيزور موسكو الإثنين على وقع هذه المعارك وانتكاسات النظام. (للمزيد). وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إن مقاتلات التحالف الدولي- العربي شنت أمس عدداً من الغارات على عناصر «داعش» في ريف حلب حيث تدور اشتباكات بين التنظيم والأكراد قرب عين العرب، لافتاً إلى أن «داعش» قتل 146 مدنياً خلال يومين. وقال مسؤولون أتراك إن وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو ناقش في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي هجوم «داعش» على عين العرب، علما أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دان «الهجوم المشين»، وسط نفي تركي للأنباء التي تحدثت عن «تسلل» عناصر «داعش» من تركيا إلى المدينة. وأفاد «المرصد» بأن الاشتباكات تجددت أمس بين «داعش» وقوات النظام والمسلحين الموالين جنوب الحسكة، فيما أعلن التنظيم أن عناصره قطعوا طريق إمداد قوات النظام بين «الفوج 123» والمدينة بعد سيطرتهم على حاجز البترول جنوب شرقها، كما سيطروا على منطقة الفيلات الحمر ومدرسة معروف قرب حي العزيزية جنوبها، إضافة إلى سيطرتهم على نقطة استراتيجية أخرى شرقها وعلى نصف حي غويران. كما أعلن «داعش» على موقعه على «تويتر»، أنه أطلق سراح السجناء من سجن في مدينة الحسكة. وذكر «المرصد» أن «داعش» نفذ تفجيراً انتحارياً قرب مركز أمني في الحسكة قتل بنتيجته عشرون عنصراً على الأقل من القوات النظامية السورية، وأشار «المرصد» إلى أن القتلى قد يكونون من عناصر الأمن الجنائي أو من المدافعين عن المركز. من جهة أخرى، قال موقع «كلنا شركاء» المعارض، إن قيادة التنظيم زجت ب «جيش الخلافة»، الذي يضم عناصر من القوقاز والأجانب، بدلاً من «جيش الولاية» في معارك الحسكة، مشيراً إلى «وصول تعزيزات ومئة انغماسي (انتحاري) إلى أطراف المدينة تمهيداً لاقتحامها في شكل كامل». وحض وزير الإعلام عمران الزعبي «السكان القادرين على حمل السلاح والدفاع عن الحسكة في وجه تنظيم داعش»، فيما قال مكتب الأممالمتحدة في سورية أمس، إن 60 ألفاً نزحوا بسبب المعارك. في الجنوب، استمرت أمس المواجهات بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام في مدينة درعا وسط تقدم بطيء في «عاصفة الجنوب» بسبب استخدام القوات النظامية المدنيين دروعاً، ما أعاق خطط المعارضة. وقال «المرصد» أمس إنه «ارتفع إلى 40 عدد مقاتلي المعارضة الذين استشهدوا خلال 24 ساعة من الاشتباكات». في موسكو، أعلن أمس أن المعلم سيزور روسيا الإثنين للقاء وزير الخارجية سيرغي لافروف، وسط أنباء عن تغير في موقف روسيا حيال دور وصلاحيات الرئيس بشار الأسد خلال المرحلة الانتقالية في حال نجحت جهود إطلاق عملية التسوية. وبرزت للمرة الأولى خلال الأسابيع الماضية تعليقات في الصحافة الحكومية الروسية حملت تلميحات إلى ضرورة وضع خطط بديلة لمواجهة «انهيار دراماتيكي» مفاجئ لقوات النظام، وعكست التعليقات قلقاً من «اليوم التالي».