شنت طائرات النظام السوري غارات جديدة أمس على بلدات تقع تحت سيطرة «الدولة الإسلامية» (داعش) في شمال سورية وشرقها، ما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين. وجاء ذلك في وقت أفيد بأن تنظيم «الدولة» وعد المواطنين في ريف حلب بأنه سيخلي مقاره الواقعة في المناطق السكنية لتجنيبها قصف الطائرات السورية. ففي محافظة حلب، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» وقوع ست غارات جوية على مدينة الباب التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» في ريف حلب الشرقي. وأوضح أن إحدى الغارات «استهدفت منطقة بالقرب من سوق شعبي يشهد تجمعاً لمواطنين، ما أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن 11 مواطناً وسقوط أكثر من 17 جريحاً بينهم أطفال ومواطنات... وأنباء عن مزيد من الشهداء». وتابع أن الطيران الحربي شن صباحاً غارة على بلدة كفرناها في حلب، في حين دارت اشتباكات بين مقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من طرف، وقوات النظام من طرف آخر في منطقة ثكنة المهلب بمدينة حلب، وفق «المرصد». وكان «المرصد» ذكر في تقرير سابق أن تنظيم «الدولة» بدأ منذ أيام «بإخلاء عدد من مقاره في مدينة الباب بريف حلب الشرقي». وأوضح «أن قياديين من التنظيم في مدينة الباب تعهدوا للمواطنين بإخلاء جميع المقار المتبقية... لتجنيب المدنيين القصف الجوي الذي تتعرض له المدينة، أو (الذي) قد تتعرض له من جانب التحالف الدولي بقيادة أميركا». وفي محافظة دير الزور، ذكر «المرصد» أنه «ارتفع إلى 3 عدد الغارات التي نفذها الطيران الحربي على مناطق في مدينة دير الزور، حيث استهدفت الغارات مناطق في حي الحويقة الشرقية، ومناطق في مساكن الشهداء بحي الجبيلة، وأماكن في الساحة العامة بالمدينة، في حين ارتفع إلى 3 عدد الغارات التي نفذها الطيران الحربي على مناطق بالقرب من مقر لتنظيم «الدولة الإسلامية» في بلدة التبني بريف دير الزور الغربي، ومعلومات أولية عن مصرع وجرح عدد من مقاتلي التنظيم». ونفّذ تنظيم «الدولة»، في غضون ذلك، حملة اعتقالات في مدينة البوكمال طاولت مواطنين اقتيدوا «إلى جهة مجهولة»، وفق ما أورد «المرصد» الذي لفت إلى أن التنظيم بدأ بتسيير دوريات في «ولاية الفرات» التي أعلن عن إنشائها وتضم مناطق على جانبي الحدود العراقية - السورية (مثل البوكمال السورية والقائم العراقية). وجاءت الاعتقالات في البوكمال بعد استهدافات متكررة تعرّض لها مقاتلو التنظيم في «ولاية الفرات». وفي محافظة الحسكة (شمال شرقي سورية)، أعلن «المرصد» أن «قوات النظام مدعمة بمسلحين موالين لها تقدمت في حي غويران الواقع في جنوب شرقي مدينة الحسكة بعد اشتباكات مع مقاتلي ومسلحي حي غويران، حيث سيطرت على أجزاء من القسم الغربي من الحي، والذي يعرف بحي غويران غربي». وفي محافظة ريف دمشق، شن الطيران الحربي 3 غارات على أطراف مدينة عربين بالغوطة الشرقية، في ظل استمرار الاشتباكات بين المعارضة وقوات النظام على جبهات الدير سلمان والقاسمية والبحارية، وفق «المرصد» الذي أشار أيضاً إلى «تقدم لقوات النظام» في منطقة الدخانية في الغوطة الشرقية. في غضون ذلك (ا ف ب، رويترز) أعلنت الأممالمتحدة الخميس أنه تم الإفراج عن 45 من جنود حفظ السلام الفيجيين الذي اختطفتهم قبل أسبوعين «جبهة النصرة» الموالية ل «القاعدة» في الجزء السوري من هضبة الجولان. وقالت الأممالمتحدة في بيان إن الجنود سلموا إلى قوة الأممالمتحدة المكلفة الإشراف على وقف إطلاق النار في هضبة الجولان المحتلة (أندوف) وهم «بصحة جيدة». وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أعلن في وقت سابق الإفراج عن الجنود الفيجيين. وأكدت إسرائيل أن الجنود المفرج عنهم عبروا إلى الجانب الإسرائيلي من الحدود. وأعلنت «جبهة النصرة» في شريط فيديو تم بثه ليلة الأربعاء - الخميس أنها تنوي قريباً إطلاق رهائنها من الجنود الدوليين. واعتقل الجنود الدوليون في 28 آب (أغسطس) إثر معارك بين الجيش السوري وفصائل من المعارضة السورية بينها «جبهة النصرة» قرب مدينة القنيطرة في المنطقة الفاصلة بين الجيشين السوري والإسرائيلي.