علمت «الحياة» أن جماعة «الإخوان المسلمين» بايعت رسمياً أستاذ الباثولوجيا (علم الأمراض) الدكتور محمد بديع مرشداً ثامناً لها على أن يتم إعلان انتخابه رسمياً الخميس المقبل في مؤتمر صحافي دعا إليه المرشد الحالي مهدي عاكف، لتنهي الجماعة بذلك حالاً من الغموض استمرت أسبوعين. وكشف مصدر قيادي في «الإخوان» ل «الحياة» أن الجماعة «سمّت الدكتور محمد بديع مرشداً عاماً بعدما تمكن من حصد غالبية الأصوات في الانتخابات التي أجريت مطلع الشهر الجاري» وتنافس عليها ثلاثة من الجناح المحافظ الذي تمكّن من فرض سيطرته على مكتب الإرشاد في الانتخابات التي أجريت منتصف الشهر الفائت، وهم بديع ومسؤول قسم الطلبة في الجماعة الدكتور رشاد البيومي والمؤرخ الرسمي ل «الإخوان» الدكتور جمعة أمين. وكانت خلافات نشبت بين «الإخوان» في مصر وقادة فروع الجماعة في الخارج حول شخصية المرشد الجديد، ففي حين أصر «إخوان مصر» على تسمية بديع الذي تمكن من حصد 66 صوتاً من اصل 100 هم أعضاء مجلس الشورى العام في مصر الذين تمكنوا من التصويت، كان «إخوان الخارج» أكثر ميلاً إلى اختيار البيومي، كونه الأكبر سناً (75 سنة)، وكذلك نظراً إلى علاقته التنظيمية القوية ب «الإخوان» في الأقطار العالمية. وقال مصدر قيادي في «الإخوان» إن ضغوطاً مارسها عاكف «رجّحت كفة بديع»، وأشار ل «الحياة» إلى أن «بديع سيتسلم مهماته الخميس المقبل، ومن المنتظر أن يعقد المرشد الجديد اجتماعاً هو الأول من نوعه مع أعضاء مكتب الإرشاد الجديد بكامل هيئته الأربعاء بعد المقبل». وأوضح أنه سيتم «توزيع المناصب على أعضاء المكتب، كذلك اختيار نواب للمرشد خلال الاجتماع». ورجّح أن يحتفظ المهندس خيرت الشاطر الذي يمضي حكماً بالسجن 5 سنوات في القضية الشهيرة ب «ميليشيات الأزهر» بمهمات منصبه كنائب ثانٍ للمرشد، فيما يرجح ان يختار بديع نائباً أول له الدكتور رشاد البيومي كونه حصل على المركز الثاني في التصويت على منصب المرشد، وكذلك اختيار نائب ثالث من «إخوان الخارج». وعلمت «الحياة» أن تحضيرات تجرى لاحتفال تنظمه الجماعة الأسبوع المقبل ستدعو إليه أعضاء مكتب الإرشاد ونواب الإخوان وعدداً من القيادات التاريخية، إضافة إلى عدد من الشخصيات العامة، يتم فيه الاحتفاء بالمرشد الجديد وتكريم مهدي عاكف في سابقة من نوعها على مر تاريخ جماعة «الإخوان» (منذ 82 سنة). وأفيد أنه إذا حالت الظروف الأمنية دون ترتيب الاحتفال في أحد الفنادق الكبرى في القاهرة ستنظم الجماعه احتفالها في مقر الكتلة البرلمانية ل «الإخوان». وينظر إلى محمد بديع (67 سنة) والذي تمكن من الاحتفاظ بعضوية مكتب إرشاد الإخوان طيلة 17 عاماً، بوصفه من أشد القيادات إخلاصاً لتنظيم سيد قطب. وهو واحد من «أعظم مئة عالم عربي» بحسب الموسوعة العلمية العربية التي أصدرتها هيئة الاستعلامات المصرية عام 1999، وهو مؤسس المعهد البيطري العالي في الجمهورية العربية اليمنية. ولد في 7 آب (أغسطس) عام 1943 في مدينة المحلة الكبرى (دلتا النيل) والتحق بكلية الطب البيطري في القاهرة عام 1960 ثم تخرج ليعمل معيداً بكلية الطب البيطري في جامعة أسيوط عام 1965. وفي 1959 التقى الدكتور محمد سليمان النجار، أحد أعضاء «الإخوان المسلمين» السوريين الذي دعاه للانضمام إلى جماعة «الإخوان»، وهو ما وافق عليه بديع. وكان حكم على المرشد الجديد في قضايا عدة أشهرها حكم بالسجن لمدة خمسة عشر عاماً في 1965 في القضية العسكرية التي ضمت من بين المحكوم عليهم فيها القيادي الأصولي سيد قطب، وأمضى منها 9 سنوات عاد بعدها إلى عمله في جامعة أسيوط، ثم نُقل إلى جامعة الزقازيق، وسافر بعدها إلى اليمن وعاد من هناك إلى جامعة بني سويف.