احتار الطالب عبدالله المسعود في اختيار تخصصه الجامعي، قبل أن ينهي الدراسة في المرحلة الثانوية. فميوله الشخصية تختلف مع اختيارات أسرته وطموحاتها له، فيما تعرف بالصدفة إلى أحد مسؤولي برنامج «مستقبلي» الذي يُعنى بتأهيل ومساعدة خريجي الثانوية العامة في محافظة القطيف (شرق السعودية). وقال المسعود: «تم إرشادي ومساعدتي على اختيار التخصص المناسب بشكل مستفيض، وإقناعي بالانخراط في تخصص الهندسة الكهربائية، وهو الأمر الذي تم الاتفاق مع والدي عليه أيضاً». وأوضح أنه يشعر اليوم «بفخر شديد نتيجة ذلك، فأنا ناجح في عملي بفضل دعم برنامج «مستقبلي». ويضيف: «تخرجت في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، بعدما كنت على وشك الدخول في أحد التخصصات البعيدة، والتي لا تحظى بفرص وظيفية في سوق العمل. وفور تخرجي سأسعى جاهداً على التطوع ضمن هذا البرنامج». ويهدف برنامج «مستقبلي» الذي تقيمه «جمعية القطيف الخيرية»، إلى «التأهيل الدراسي والأكاديمي لخريجي المرحلة الثانوية والمقبلين على اختيار التخصصات الجامعية، والبحث عن الفرص الدراسية داخل المملكة وفي جامعاتها ومعاهدها الحكومية والأهلية، وكذلك شركات التدريب والابتعاث الأكاديمي، إضافة إلى مساعدة الراغبين في الدراسة الأكاديمية خارج المملكة». وتأسس البرنامج عام 2007 بهدف تنمية أبناء المجتمع بالشهادات العلمية، لكنه اقتصر في بدايته على خمس مدارس ثانوية في المنطقة، فيما كان عدد المتطوعين حينها 25 شخصاً فقط. وقال عضو مجلس إدارة البرنامج عبدالله الشماسي ل «الحياة»: «يعد البرنامج الآن من أبرز البرامج الاجتماعية الهادفة إلى مساعدة الشباب في المنطقة، خصوصاً في البرامج التعليمية والأكاديمية»، لافتاً إلى أن عدد المتطوعين في البداية كان 25 شخصاً فقط، بينما وصل الآن إلى أكثر من 400 شخص، بين متطوع ومتطوعة. وتوسع البرنامج ليغطي مدارس محافظة القطيف كافة. وأشار الشماسي إلى أن العمل في البرنامج «لا يقتصر على إقامة فعالية واحدة فقط»، فالفريق يعمل طوال العام، من خلال عدد من الفعاليات والخطوات التي تهدف إلى تهيئة الطرق وتذليل العقبات للطلبة في المرحلة الثانوية، وقبل التحاقهم بالمرحلة الجامعية. وأوضح أن «جميع المتطوعين في البرنامج هم من الفئة الشبابية، ممن تتراوح أعمارهم بين 20 و 27 سنة كحد أقصى. واللافت أن معظم هؤلاء المتطوعين هم من المستفيدين من هذا البرنامج في أعوام سابقة. ويمر هذا البرنامج في أربع خطوات رئيسة في العام الواحد، أولها الزيارات المدرسية التي تهدف إلى التعريف بالبرنامج، إضافة إلى الزيارات الميدانية التي يتم من خلالها التجول مع مجموعة من الطلاب في أسواق العمل، كالمستشفيات والشركات الكبرى، مثل «أرامكو السعودية» و»سابك» وغيرهما من الشركات المميزة». وأضاف الشماسي أن «الخطوة الثالثة تتمثل في زيارة المعارض الأكاديمية، مثل المعرض الدولي للتعليم العالي الذي يقام في العاصمة الرياض، بمشاركة أكثر من 250 جامعة عالمية، بهدف مساعدة الطلاب على اختيار الجامعات المناسبة، خصوصاً العالمية منها، ونقوم بتنظيم عدد من ورش العمل قبل عقد المعرض، لمعرفة توجهات الطلاب الأكاديمية، ومن ثم تحديد الجهات والجامعات التي تلبي اختياراتهم». وتسمى الخطوة الأخيرة «البانوراما»، ويتم من خلالها التقاء الطلاب في مسرح الجمعية، ليتواصلوا مع مجموعة من الأكاديميين والخبراء في هذا الجانب، لتسهيل الإجراءات والإجابة على الاستفسارات والمعلومات، خصوصاً التي تم اكتسابها من خلال الخطوات الثلاث السابقة. وأوضح الشماسي أن «فكرتنا الأساسية التي انطلقنا منها هي تخليص المجتمع من البطالة، وتحويله إلى مجتمع منتج ومتميز أكاديمياً»، مشيراً إلى أن البرنامج «أنطلق بفكرة رائدة من بعض الشباب، لكنهم تركوا مقاعدهم في هذا البرنامج، لإتاحة المجال لجيل آخر، قادر على التميز والإبداع والابتكار في هذا البرنامج، وتأكيداً لروح العمل التطوعي بعدم احتكار المنصب». وأشار إلى أن البرنامج مستمر طيلة العام بين التخطيط، والتطوير، ومراجعة الأداء السابق لتحسينه مع كل عام دراسي جديد.