طالب باحث أكاديمي بضرورة أن توجه الجامعات برامجها الدراسية في فترة الصيف لطلاب المرحلة الثانوية وأولياء أمورهم للتعريف ببرامجها وتخصصاتها وذلك لإعطاء فرصة لمعرفة المتاح لهم في الدراسة في المرحلة الجامعية. وقال الأكاديمي الدكتور إبراهيم البعيز ان واقع فترة الصيف تبدو للكثيرين أنها فترة ركود وهدوء في مؤسسات التعليم بشكل عام وفي الجامعات على وجه الخصوص، وأن ذلك لا ينطبق على كثير من الجامعات، مبينا أن الجامعات الغربية تحرص على استغلال فترة الإجازة الصيفية للبدء في برامج أكاديمية تستهدف بها التواصل مع طلاب المرحلة الثانوية وأولياء أمورهم للتعرف على المرحلة الجامعية، مما يسهم في التخفيف من مشاعر القلق المرتبط بالانتقال من مرحلة تعليمية إلى أخرى. وأوضح البعيز أن البرامج التي تقدم في الجامعات الغربية تكون من خلال تقديم مقررات دراسية من المرحلة الجامعية تكون متاحة لطلاب المرحلة الثانوية، وتساعدهم على التعرف عن قرب على طبيعة الدراسة الجامعية، واتخاذ القرار والمفاضلة بين التخصصات التي يفكرون بها. وتابع ان هذا ما ينقص جامعاتنا في المرحلة الحالية، ففترة الصيف في الغالب لا تتجاوز تقديم بعض المقررات للمتعثرين دراسيا من اجل رفع معدلاتهم التراكمية وتجاوز حالات الإنذار التي تهددهم بالطرد من الجامعة، أما طلاب المرحلة الثانوية فلا يحلمون من الجامعات إلا بتلك المعلومات المكررة حول شروط القبول وإجراءات ومواعيد التقديم على الجامعة. وأضاف البعيز أنه من واقع التجربة الشخصية بتقديم سلسلة من ورش العمل حول اختيار التخصص للمرحلة الجامعية، أدركنا أن الطلاب خاصة المتميزين منهم يعرفون تلك المعلومات البسيطة والبديهية المتعلقة بإجراءات التقديم والقبول في الجامعات. وأشار إلى أن مدارس التعليم العام وخاصة في المرحلة الثانوية لا تقدم برامج إرشادية تتعلق بالدراسة الجامعية، وقد يتبادر إلى الذهن بان ذلك تقصير منها، مبينا أن النظرة الموضوعية لطبيعة المعلومات والإرشادات التي يحتاجها الطلاب تشير إلى أن المسئولية قد تكون على مؤسسات التعليم العالي ممثلة في الوزارة والجامعات. وأكد أن النظرة للطلاب لا يفترض أن تقتصر على أنهم فقط مستفيدون من التعليم الذي تقدمه الجامعة، بل يتجاوز ذلك إلى التعامل معهم على أنهم شركاء في العملية التعليمية، وأنه في الوقت الذي تفاخر وتتباهى الجامعات بالمتميزين من خريجيها عليها أيضا أن لا تغفل عن مسئوليتها تجاه المتعثرين من طلابها. وبين أنه من هذا المنطلق يكون لزاما على الجامعة أن تعمل على أن يشمل نشاطها الإرشادي ما يمكن أن يساعد طلابها على النجاح والاستفادة من تجربتهم في الدراسة الجامعية بما يؤهلهم ويمكنهم من اقتناص الفرص المتاحة في سوق العمل، مفيدا أن عناصر النجاح والخطوات الأولى للاستفادة من الدراسة الجامعية تبدأ من اللحظات الأولى التي يفكر فيها الطالب بطرق أبواب الجامعة والتقديم لها، وأن الطالب في هذه المرحلة بحاجة إلى أن يتخذ قرارا لاختيار التخصص في دراسته الجامعية، ومعرفة الفرص المتاحة في التعليم العالي، وكيفية الاستفادة من سنوات الدراسة الجامعية ويما تشتمل عليه من معارف وقيم ومهارات ليرسم مساره المهني المستقبلي. وقال البعيز ان معظم المعلومات التي تقدمها الجامعات والتي تهم طلاب المرحلة الثانوية تتسم بالصبغة الإجرائية، والتي تقتصر على شروط وإجراءات ومواعيد القبول ومثل هذه المعلومات لا تساعد كثيرا على التقويم والمفاضلة واتخاذ القرار في اختيار التخصص الجامعي، مشددا على ضرورة أن تبدأ الأقسام في التعريف بتخصصاتها بأسلوب يتناسب مع اهتمامات الطلاب وحاجتهم للمفاضلة بين الأقسام الجامعية والتخصصات التي تقدمها.