تحت «أزيز» الرصاص وأنباء القتلى ستنطلق اليوم بطولة الأمم الأفريقية ال 27 لكرة القدم، وذلك إثر تعرض حافلة منتخب توغو لإطلاق نار الجمعة الماضي، أثناء مرورها في الحدود بين الكونغو وانغولا، ما أدى إلى وفاة عضوين من البعثة التوغولية وإصابة تسعة، بينهم لاعبان هما حارس المرمى كودجوفي اوبيلالي والمدافع سيرج اكاكبو. والطريف أن مصادر اللجنة المنظمة للبطولة قالت لوكالة «فرانس برس» بعد الحادثة بساعات إن «ما حصل على الحدود لم يكن سوى انفجار إطار الحافلة تسبب بهلع اللاعبين»، ما حدا بلاعب المنتخب التوغولي توماس دوسيفي للإعراب عن أسفه على هذه التصريحات ووصفها ب»الفضيحة». وألقت الحادثة بظلالها على افتتاح البطولة، فبدلاً من الحديث عن المباراة الأولى كما جرت العادة في البطولات الكبرى طغى الحديث عن الحادثة وملابساتها، وسارع الاتحاد الأفريقي إلى تأكيد أن كأس الامم الأفريقية ستقام بحسب البرنامج المحدد لها، وقال المسؤول الإعلامي للاتحاد الأفريقي سليمان حبوبا: «خوفنا الكبير هو على اللاعبين، لكن البطولة ستقام». وأشار حبوبا إلى أن نائب رئيس الاتحاد الأفريقي سافر مباشرة من العاصمة الأنغولية لواندا إلى كابيندا، لمعرفة ما حصل تماماً، مضيفاً: «علينا أن نعرف الوقائع كافة. لا يمكننا أن نعطي ردود فعل كاملة، استناداً إلى التقارير التي حصلنا عليها من وسائل الإعلام». وتساءل حبوبا عن السبب الذي دفع منتخب توغو - وخلافاً للمنتخبات ال15 الاخرى - إلى السفر براً، مضيفاً: «قوانين الاتحاد الأفريقي واضحة، على المنتخبات أنْ تسافر جواً وليس براً». في حين شدد وزير الاتصالات الاجتماعية الأنغولي مانويل رابيلاييش التزام حكومة بلاده بضمان أمن الجميع، مديناً في بيان تلاه في الإذاعة المحلية الحادثة واصفاً إياها ب»العمل الخسيس». من جانبه، أكد الاتحاد الدولي لكرة القدم في بيان له أن رئيسه السويسري جوزيف بلاتر ينتظر «تقريراً شاملاً» من الاتحاد الافريقي، وأوضح البيان ان «الفيفا في اتصال مع الاتحاد الافريقي ورئيسه عيسى حياتو وتنتظر من الاخير تقريراً شاملاً حول الوضع». وبدا جلياً أن أفراد منتخب توغو يعيشون أجواءً نفسية سيئة. وقال أشهر لاعبي المنتخب المنكوب وقائده مهاجم مانشستر سيتي الانكليزي ايمانويل اديبايور انه وزملاءه يرغبون في «الانسحاب من البطولة»، قائلاً لإذاعة «بي. بي. سي» انه سيعقد اجتماعاً مع لاعبي وبعثة المنتخب لتقرير ما اذا كانوا سيواصلون مشاركتهم في البطولة أم سينسحبون منها. وبعيداً عن كل ما تسببت به الحادثة من ردود فعل سيلتقى أصحاب الأرض أنغولا مع مالي في مباراة الافتتاح اليوم، وحظيت المنتخبات صاحبة الضيافة عبر الدورات السبع الأخيرة بتمثيل قوي لم يقل في أي منها عن بلوغ الدور نصف النهائي، وهو ما سيكون إنجازاً تاريخياً لأنغولا فيما لو تحقق تحت قيادة مدربها البرتغالي مانويل جوزيه.