أعلنت القاهرة أنها لن تسمح مجدداً لقوافل الإغاثة بعبور أراضيها إلى قطاع غزة، وأنها ستضع آلية جديدة لإيصال المساعدات إلى القطاع. وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في بيان وزع مساء أول من أمس إن «مصر لن تسمح مرة أخرى بتكرار مثل هذا الهزل الذي صاحب دخول أعضاء قافلة شريان الحياة 3 الأراضي المصرية وقيامهم بأفعال عدوانية، بل وإجرامية من بعضهم على أرض مصر، بما في ذلك إحداثهم أضراراً وتلفيات في ميناء العريش». وأكد أن «مصر لن تسمح بهذا النوع من القوافل مجدداً مهما كان مصدرها أو نوعية القائمين عليها بسبب اتجاه البعض من راغبي الإساءة إلى مصر والتشكيك في جهدها المتواصل لنصرة الفلسطينيين وقضيتهم، إلى التشكيك في المواقف والجهود المصرية»، مشيراً إلى أن «الأمور وصلت إلى التشكيك بالالتزام المصري الدائم تجاه أبناء الشعب الفلسطيني». وأوضح أن «السلطات المعنية ستضع آلية جديدة ستتيح للراغبين في إرسال المعونات للشعب الفلسطيني تسليمها إلى الهلال الأحمر المصري والسلطات المصرية في ميناء العريش على أن تقوم السلطات بكل الإجراءات الكفيلة بتسليمها إلى الهلال الأحمر الفلسطيني داخل غزة». واستنكر «محاولات البعض، عن جهل أو عن سوء قصد، اختزال قضية الشعب الفلسطيني العادلة في قضية معابر غزة ومعبر رفح تحديداً، بعدما أضاعوها في متاهات الانقسام والشقاق». غير أنه أضاف أن «مصر ستواصل عملها لنصرة القضية مهما كانت التحديات والمصاعب والصخب الإعلامي المناوئ». إلى ذلك (أ ب) غادر أمس 500 ناشط من أعضاء قافلة «شريان الحياة 3» القاهرة بعد وصولهم من قطاع غزة، على رغم إصدار النيابة المصرية أوامر باعتقال ستة منهم بتهمة جرح ضباط وجنود وإتلاف ممتلكات عامة خلال اشتباكات مع قوات الأمن في ميناء العريش البحري. وأكد مسؤول في مطار القاهرة أن الستة، وهم تركيان وبريطانيان وكويتي وماليزي، غادروا مع أعضاء القافلة، مشيراً إلى أن «هيئة سياسية عليا أمرت بالسماح بمغادرة جميع الناشطين». وغادر 318 من الناشطين على متن طائرة تركية مستأجرة خصيصاً وصلت إلى القاهرة صباح أمس لنقلهم. ولدى وصولهم إلى مطار اسطنبول، استقبلهم عشرات وهم يلوحون بأعلام فلسطينية ويهتفون: «الله أكبر»، و «عاشت حماس». أما باقي الناشطين فغادروا على رحلات تجارية إلى عمّان ولندن وامستردام. وكانت مصر أعلنت قائد القافلة النائب البريطاني جورج غالاوي «شخصاً غير مرغوب فيه»، بعد تصريحات أدلى بها من قطاع غزة وهاجم فيها مصر.