يحاصر مقاتلو المعارضة السورية قرية درزية في محافظة القنيطرة في جنوب غربي البلاد، إذ تدور معارك عنيفة بينهم وبين قوات النظام ومسلحين موالين لها، تسببت بمقتل 24 عنصراً من الطرفين، بحسب ما ذكر "المرصد السوري" لحقوق الإنسان اليوم (الأربعاء). وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن عن معارك عنيفة بدأت أمس في الريف الشمالي لمحافظة القنيطرة، "وتمكن مقاتلو كتائب إسلامية وغيرها من السيطرة على تلة شمال قرية حضر التي باتت محاصرة تماماً". وأوضح أن أهمية القرية التي يقطنها سكان دروز تكمن في أنها محاذية لحدود هضبة الجولان المحتلة من إسرائيل من جهة، ولريف دمشق حيث معاقل المعارضة المسلحة من جهة أخرى. واستقدمت الكتائب المقاتلة التي تسيطر على القسم الأكبر من محافظة القنيطرة تعزيزات من مناطق أخرى قريبة. وأشار المرصد إلى أن "مقاتلين من الطائفة الدرزية يقاتلون إلى جانب قوات النظام". وقتل في المعركة منذ يوم أمس 14 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وعشرة من كتائب المعارضة. ويأتي هذا التطور بعد سلسلة حوادث استهدفت مناطق درزية، بينها إطلاق عناصر من "جبهة النصرة" النار على سكان قرية درزية في محافظة إدلب، ما تسبب بمقتل 20 مدنياً وأثار تنديداً واسعاً. ومن جهة أخرى، اندلعت مواجهات بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة عند حدود محافظة السويداء، حيث يعيش القسم الأكبر من دروز سورية. وانضم الدروز إلى قوات النظام في معارك مطار "الثعلة العسكري" في السويداء التي انتهت بتراجع مقاتلي المعارضة، إلا أن المعارك مستمرة في المنطقة. ويشكل الدروز نحو ثلاثة في المئة من سكان سورية. وتفيد تقارير أن الآلاف منهم يتخلفون عن الالتحاق بالخدمة العسكرية، بعضهم بسبب معارضتهم للنظام، لكن معظمهم بسبب رفضهم القتال في مناطق غير مناطقهم. وذكر سكان في مدينة السويداء لوكالة "فرانس برس" خلال الأيام الماضية، أن عدداً كبيراً من الشبان الدروز التحقوا بميليشيات محلية للقتال إلى جانب قوات النظام، بهدف حماية مناطقهم من هجمات الفصائل المعارضة. وقال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غادي ايسنكوت أمس أن "الوضع في مرتفعات الجولان، حيث يدور قتال داخلي قرب الحدود مع إسرائيل، يثير قلقنا البالغ"، مشيراً إلى "احتمال الاضطرار إلى التعامل مع تدفق لاجئين من سورية إلى الحدود"، من دون أن يذكر الدروز تحديداً. وأضاف "سنتخذ إجراءات لمنع وقوع مجزرة في صفوف اللاجئين، وسيكون عملنا إنسانياً". وويذكر أن إسرائيل احتلت مدينة القنيطرة بعد حرب حزيران (يونيو) 1967، وتسيطر على حوالى 1200 كيلو متر مربع من هضبة الجولان التي ضمتها في وقت لاحق، من دون أن تحظى على أي اعتراف دولي. وتبقى حوالى 510 كيلومترات مربعة تحت السيادة السورية.