طهران، أوسلو – أ ب، رويترز، أ ف ب، وكالة «مهر» – أعلن الموقع الإلكتروني لمهدي كروبي المرشح الإصلاحي الخاسر في الانتخابات الرئاسية الإيرانية في حزيران (يونيو) الماضي، ان مسلحين مؤيدين للحكومة أطلقوا النار على سيارة كروبي ليل الخميس الجمعة، لكنه لم يصب بأذى. وأفاد موقع «ساهامنيوز» التابع لحزب كروبي، بأن الأخير كان يزور مدينة قزوين التي تبعد 140 كيلومتراً غرب طهران، للمشاركة في عزاء يقيمه عضو إصلاحي سابق في مجلس الشورى (البرلمان). وأشار الموقع إلى ان «حوالى 500 من عناصر الباسيج وسكاناً من القرى المجاورة، أحاطوا بالمكان الذي أُقيم فيه العزاء ورشقوا المنزل بالحجارة، ما أدى الى تحطم زجاج بعض النوافذ». وبعد 4 ساعات، تدخلت شرطة مكافحة الشغب لإخراج كروبي من المبنى. وأضاف الموقع انه «فيما كانت سيارة (كروبي) تغادر المكان، هوجمت وأُطلق عليها النار لكن لم يصب سوى زجاج نوافذها»، مشيراً الى ان حراس كروبي لم يردوا على النيران. ونقل الموقع عن المرشح الإصلاحي السابق قوله: «لم يردّ حراسي لأنهم وبعكس المهاجمين، كانوا سيحاكمون او يقاضون لو فعلوا ذلك». وأورد الموقع ان المهاجمين هتفوا بشعارات تؤيد النظام الإسلامي ومرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي، من بينها «الدم الذي يسري في عروقنا هبة للمرشد» و «مدينتنا ليست مكاناً للمنافقين». وأكد الهجوم موقع «رجاء نيوز» المحافظ والمقرب من الحكومة، لافتاً الى تحطم زجاج نوافذ سيارة كروبي. وذكر ان «آلاف الأشخاص الغاضبين طوقوا المنزل الذي كان فيه كروبي»، مشيراً الى ان «الحشود الغاضبة كانت تردد: الموت لكروبي، الموت ل (زعيم المعارضة مير حسين موسوي والموت ل (محمد)خاتمي» الرئيس الإصلاحي السابق. وأفاد الموقع بأن «قوات مكافحة الشغب حاولت مراراً شق الحشود الغاضبة، وغادرت سيارة كروبي في النهاية المكان تحت وابل من الحجارة والبيض والطماطم». جاء الإعلان عن الاعتداء على كروبي، في وقت ندد إمام صلاة الجمعة كاظم صديقي ب «انتهاك بعضهم الحرمات في يوم عاشوراء»، في إشارة الى تظاهرات المعارضة في تلك الذكرى الأسبوع الماضي، داعياً «السلطة القضائية الى القيام بواجبها من اجل اجتثاث جذور الفتنة». وقال في خطبة صلاة الجمعة في جامعة طهران، ان من بين 500 اعتُقلوا في ذكرى عاشوراء، 27 منهم كانوا مسمّمين، مشيراً الى ان أحدهم كان «مخموراً». وحذر «الجهات المسؤولة والأمنية والسلطة القضائية من أنها اذا كانت لا تستطيع إطفاء نار الفتنة في الوقت المناسب، أخشى ان الشعب الإيراني سيفقد صبره». في غضون ذلك، أكد القنصل الإيراني في أوسلو محمد رضا حيدري استقالته من منصبه، احتجاجاً على قمع المعارضة في بلاده. وقال لوكالة «فرانس برس» ان السلطات الإيرانية طلبت منه عبر السفارة، العودة الى طهران. وأضاف: «إذا عدت، لا أعلم ماذا سيحصل. بالنسبة الي، الأمر مستحيل. أبلغني اصدقائي انني سأواجه مشاكل اذا عدت». وأوضح حيدري الذي يشغل منصبه في اوسلو منذ اكثر من سنتين، انه استقال بعد قمع أنصار المعارضة خلال تظاهرات يوم الأحد الدامي في ذكرى عاشوراء في 27 كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وزاد: «أرسلت استقالتي الى القائم بالأعمال. أبلغته انه يستحيل علي مواصلة عملي. قمت بذلك من اجل الشعب، قمت بذلك من اجل موسوي». وكان ناطق باسم السفارة نفى استقالة حيدري، مؤكداً ان مهمته انتهت في شكل طبيعي. وقال: «انتهت مهمته قبل شهر، ووصل خلفه قبل أسبوعين. اننا ننفي هذه المعلومة». لكن حيدري رد: «هذا خاطئ، لقد استقلت». ورداً على سؤال عن احتمال ان يطلب اللجوء السياسي في النروج، قال حيدري وهو متزوج وله ابنان يقيمان الآن في النروج: «في هذه المرحلة، لا أعلم بالتحديد».