ذكرت وكالات أنباء إيرانية أن طهران تسعى لاستعادة جثمان ضابط كبير في الحرس الثوري الإيراني قُتل في نيسان (أبريل) الماضي في جنوب سورية. وهذا هو ثاني ضابط إيراني كبير يُقتل في سورية هذا العام. وقالت وكالة "تسنيم للأنباء" التي تربطها صلات ب "الحرس الثوري" الإيراني في وقت متأخر أمس (الجمعة) إن هادي كجباف وهو ضابط برتبة ميجر جنرال في الحرس، قُتل بالقرب من بلدة بصر الحرير التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، والواقعة على بعد نحو 100 كيلو متر إلى الجنوب من دمشق. وذكرت وكالة "فارس" شبه الرسمية ان ثلاثة إيرانيين آخرين قُتلوا مع كجباف، بينهم رجل دين شيعي. وكان كجباف أعلى الضبّاط رتبة في القوات المسلحة الإيرانية، أي انه أعلى رتبة من ضابط برتبة بريغاديي-جنرال في الحرس الثوري، قُتل في كانون الثاني (يناير) الماضي بصاروخ إسرائيلي سقط في أراضٍ سورية قرب هضبة الجولان المحتلة، أدّى أيضاً إلى مقتل عدد من مقاتلي "حزب الله" اللبناني. وأوضح سجاد كجباف، إبن القائد القتيل لوكالة "تسنيم" انه كان المقرّر نقل الجثمان جوّاً إلى إيران مساء أمس بعدما تأخّر يوماً، فيما لم يتضّح كيف استطاعت الجمهورية الإسلامية استرداد جثمان كجباف الذي استولى عليه مقاتلو المعارضة بعد مقتله. تجدر الإشارة إلى ان الدعم العسكري والمالي الإيراني مهم لمساعدة الرئيس السوري بشار الأسد على الاستمرار في الحرب التي دخلت عامها الخامس، فيما تمثل الأزمة السورية نقطة ساخنة في صراع إقليمي على النفوذ في المنطقة. ومُني الأسد بانتكاسات كبيرة في جنوب سورية، ومناطق أخرى منذ آذار (مارس) الماضي. ومن بين الجماعات التي تقاتل، تنظيم "جبهة النصرة" جناح تنظيم "القاعدة" في سورية وفصائل تتّبع نهجاً معتدلاً. وفي سورية أيضاً، تتحدّث معلومات عن وجود عددٍ غير معروف من المستشارين العسكريين الإيرانيين الذين يدعمون الجيش السوري وفصائل تقاتل معه. وحالياً، ينتشر مقاتلو "حزب الله" في البلاد أكثر من أي وقت مضى. وتعهّد الرئيس الإيراني حسن روحاني في الآونة الأخيرة بدعم الحكومة السورية "حتى النهاية"، بعد الانتكاسات التي لحقت بالأسد في ساحات القتال. وتبرّر إيران تدخلها في سورية بتصوير مقاتلي المعارضة على أنهم إسلاميون متشددون.