صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي من حربها النفسية والإعلامية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة أمس، ما رفع حدة التوتر الى درجة عالية، فيما ردت المقاومة بإطلاق عدد من قذائف الهاون على مواقع عسكرية اسرائيلية، في وقت استشهد مقاوم في «مهمة جهادية». وأعلنت «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي» أمس عن استشهاد أحد أفرادها ويدعى أسامة القصاص خلال مهمة وصفتها بأنها «جهادية» في مدينة رفح، من دون إعطاء تفاصيل. وتبنت «ألوية الناصر صلاح الدين»، الذراع العسكرية للجان المقاومة، «إطلاق 17 قذيفة هاون من العيار الثقيل على عدد من المواقع الصهيونية على حدود قطاع غزة المحاصر». وقالت إن إطلاقها جاء «رداً على اغتيال اثنين من مجاهدينا الأبطال (قبل يومين) هما الشهيد جهاد السميري القائد الميداني لألوية الناصر في (بلدة) القرارة (شمال شرقي مدينة خان يونس جنوب القطاع)، والشهيد المجاهد محمود عبدالغفور من أبطال الوحدة المدفعية في القرارة، وتأكيداً منا على التمسك بطريق الجهاد كسبيل أمثل لتحرير كامل أرضنا الفلسطينية المغتصبة». وسقط عدد من قذائف الهاون في معبر كرم أبو سالم جنوب شرقي مدينة رفح أقصى جنوب القطاع. وردت سلطات الاحتلال بإغلاق المعبر حتى صباح الأحد المقبل. مناشير اسرائيلية في غضون ذلك، ألقت طائرات حربية اسرائيلية أمس لليوم الثاني على التوالي، مناشير فوق المناطق الشمالية للقطاع، حددت فيها مناطق عازلة هددت كل من يصل اليها بإطلاق النار عليه، فسرت أجواء مشابهة لتلك التي سبقت الأعداد للحرب الأخيرة على القطاع، والتي أطلقت عليها «عملية الرصاص المصبوب». وحذر أحد منشورين ألقتهما الطائرات فوق بلدات بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا ومخيم جباليا للاجئين شمال القطاع، السكان من الاقتراب من السياج الالكتروني الفاصل لمسافة لا تقل 300 متر. وتوعد كل من يقترب من السياج أقل هذه المسافة فإنه «يعرض نفسه للخطر»، في إشارة الى إطلاق النار عليه. كما ألقت الطائرات المناشير فوق المناطق الحدودية الشرقية لمدينة غزة ووسط القطاع وجنوبه، ما يعني فرض منطقة عازلة بطول 45 كيلومتراً، تمثل طول السياج الشرقي للقطاع الذي يفصله عن النقب الغربي. وخصصت قوات الاحتلال المنشور الثاني لتحذير سكان القطاع من «خطورة» أنفاق التهريب أسفل الشريط الحدودي الفاصل مع مصر. وجاء في المنشور أن «العناصر الإرهابية وأصحاب الأنفاق ومهربي العتاد العسكري يعرفون علم اليقين أن استمرار العمليات الإرهابية وتهريب العتاد العسكري وحفر الأنفاق يشكل هدفاً دائماً لعمليات» قوات الاحتلال الإسرائيلي «إلا أنهم يواصلون العمل من مناطق سكناكم والاحتماء بكم». وحذر من أن «حفر الأنفاق من منازلكم أو قربها وتهريب العتاد العسكري إلى القطاع من العناصر الضالعة في هذه الصناعة، إنما يشكلان خطراً على حياتكم وحياة أولادكم وعائلاتكم وممتلكاتكم»، حاضاً الغزيين على أن «لا تقفوا مكتوفي الأيدي إزاء استخدامكم من العناصر الإرهابية، هؤلاء لن يقفوا إلى جانبكم حين يلحق بكم الأذى او الضرر بممتلكاتكم ... تحملوا مسؤولية مستقبلكم». من جهتها، رأت «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، في إلقاء المناشير «أسلوباً رخيصاً يدل على مدى العجز الإسرائيلي أمام المقاومة والفشل في حربه الأخيرة». واعتبرت في بيان أن «هذه الأساليب هي نوع من الحرب النفسية ضد أبناء شعبنا ودفعهم إلى الخوف والارتباك». وأكدت أن «شعبنا الفلسطيني المرابط يدرك جيداً مرامي الاحتلال وأهدافه من وراء استخدام هذه الوسائل، وهو يعي أن التعاون مع الاحتلال ولو بأي طريقة، جريمة وطنية يُعاقَب عليها كل مقترف لها أشد العقاب». ووصف المكتب الإعلامي الحكومي التابع للحكومة المقالة في غزة هذه المناشير بأنها «سلوك غير قانوني وغير أخلاقي وغير إنساني، ويعبر عن عقلية الاستعلاء الصهيوني، ويشير إلى سياسة التنكر ورفض الاحتلال لمنظومة القيم البشرية والأصول الإنسانية». واعتبر أنه «استمرار لحال التخبط وتجريب المجرب، وتكرار الفشل، ودليل آخر على أن هذا الاحتلال يستحق المحاكمة كمجرم حرب ضد الجسد والروح، وضد الإنسان والجماد، وضد البشر والأرض». تعويض للأمم المتحدة وفي خطوة غير مسبوقة، قررت اسرائيل دفع عشرة ملايين دولار الى الأممالمتحدة تعويضاً عن الأضرار التي لحقت بمنشآتها في قطاع غزة خلال الحرب الأخيرة على القطاع. وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أمس إن وزير الدفاع ايهود باراك أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بقرار التعويض. وأضافت أن «التعويض المادي سيتم على رغم ان اسرائيل لم تكن تقصد استهداف مؤسسات أو منشآت تابعة للأمم المتحدة».