اكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وقوف بلاده إلى جانب «لبنان الشقيق» ودعمه «المستمر لأمنه واستقراره وسيادته»، معرباً عن ثقته ب «قدرة الحكومة اللبنانية برئاسة سعد الحريري على تعزيز الوفاق الوطني ووحدة الشعب اللبناني وضمان المستقبل الأفضل له وترسيخ مسيرة البناء والإنجاز». واستقبل العاهل الأردني الحريري الذي اجرى زيارة عمل للأردن أمس استمرت. وقال الديوان الملكي في بيان أن الملك عبدالله عبّر والحريري عن «اعتزازهما بالعلاقات الثنائية وحرصهما على تطويرها في كل المجالات». وأوضح أنهما بحثا خلال اللقاء الذي حضره رئيس الوزراء سمير الرفاعي ورئيس الديوان الملكي الهاشمي ناصر اللوزي ومستشار الملك أيمن الصفدي ووزير الخارجية ناصر جودة والسفير الأردني في بيروت زياد المجالي والسفير اللبناني في عمان شربل عون وأعضاء الوفد المرافق الذي ضم النائب السابق باسم السبع ومدير مكتبه نادر الحريري ومستشاراه محمد شطح وهاني حمود. ، وتخللته مأدبة غداء أقامها الملك تكريماً للحريري، «آليات تفعيل التعاون بين البلدين ووضع الأسس المؤسساتية لتطوير هذه الآليات بما ينعكس إيجاباً على مصالح البلدين والشعبين الشقيقين. وعبر الملك عن ثقته بقدرة الحكومة برئاسة الشيخ سعد الحريري على تعزيز الوفاق الوطني ووحدة الشعب وضمان المستقبل الأفضل له وترسيخ مسيرة البناء والإنجاز». وأشار إلى ان الملك والحريري عرضا «تطورات الأوضاع الإقليمية الراهنة، خصوصاً الجهود المبذولة لتحقيق السلام الشامل الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لجميع الأراضي اللبنانية والسورية واستعادة جميع الحقوق العربية وفقاً للمرجعيات المعتمدة، وخصوصاً مبادرة السلام العربية»، مشيرة إلى أن الحريري شكر للعاهل الأردني «وقوف الأردن الدائم إلى جانب لبنان وأمنه واستقراره». وعقد الحريري قبل عودته إلى بيروت مساء مؤتمراً صحافياً في مطار الملكة علياء في حضور الرفاعي، استهله بالقول: «تشرفت اليوم بلقاء الملك عبدالله الثاني، في حضور رئيس الوزراء، وكان مناسبة للتداول في العلاقات الثنائية الطيبة، وشكرت للملك الدعم المستمر الذي يقدمه للبنان». وأضاف: «كذلك كان اللقاء فرصة لإجراء جولة أفق في مختلف الأوضاع العربية والإقليمية، ولا سيما ما يتعلق بقضية العرب الأولى، القضية الفلسطينية، والمحاولات الإسرائيلية المتكررة التي نشهدها بالمماطلة في ما يخص السلام والتسوية بين فلسطين وإسرائيل»، مشيداً ب «دور العاهل الأردني الذي كان في كل المراحل يطلق المبادرة تلو المبادرة لتحريك عملية السلام بأي وسيلة، وبخاصة الحراك الأخير الذي نراه منه إلى مصر والمملكة العربية السعودية». وأوضح أن «هذا الأمر يظهر مدى أهمية دور الملك الأردني في عملية السلام في المنطقة». وزاد: «كذلك تباحثنا في موضوع الانقسام الفلسطيني الحاصل. الكل يعلم أن لبنان واجه الكثير من الصعوبات والانقسامات، ولكننا في النهاية نظرنا إلى مصلحة لبنان العليا وكيف يمكننا أن ننهض بالبلد لمصلحة اللبنانيين. ونحن نتمنى على الفلسطينيين بجميع قياداتهم أن ينجزوا المصالحة في ما بينهم لأن المستفيد الوحيد من هذا الانقسام هو إسرائيل». وأشار إلى محادثته مع نظيره الأردني موضحاً أنها تطرقت إلى «الكثير من الأمور الاقتصادية التي تهم البلدين، واتفقنا على أن تجتمع اللجنة العليا المشتركة بين لبنان والأردن في شهر آذار (مارس) المقبل، وتحضر كل الملفات التي تهم البلدين، على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والمالي لكي نبلور الاتفاقات بين البلدين، خصوصاً أن الاجتماع الأخير للجنة كان في العام 2006. وعليه، سيكون هناك لقاء قريب آخر مع الرئيس الرفاعي نتفق على مكانه في أسرع وقت ممكن لكي نتباحث بما يفيد البلدين اقتصادياً». وعن التعاون العسكري قال: «الأردن وقف دائماً إلى جانب لبنان، وأمدّه بعشر دبابات، وهناك تعاون عسكري بين البلدين، سواء على صعيد التدريب أم التسليح. بحثنا في هذه الأمور مع الملك، على أن تستكمل هذه المحادثات مع رئيس الوزراء الأردني في اجتماعنا في آذار المقبل». واعتبر ان «التحديات كبيرة والتكاتف العربي مهم جداً، وتعلمون أن الملك حريص دائماً على الاستقرار في المنطقة. كما أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قام أخيراً بمبادرته في الكويت. نحن نود أن نستمع إلى الحكماء العرب، لأن الجميع يستفيد من الاستقرار العربي، وإذا قام أي جسم اقتصادي لمصلحة العرب فإننا بالتأكيد سنكون مؤيدين له. لذلك نتمنى أن يكون هذا الجسم الاقتصادي لكل العرب». وأضاف: «اليوم يجب أن يكون هناك تفعيل للاقتصاد العربي المشترك أكبر بكثير مما هو حاصل، لأن كل المواطنين العرب في كل أنحاء العالم العربي سيكونون مستفيدين. التعاون بين الأردن ولبنان، ومنذ سنة 2005 وحتى اليوم، أي منذ إنشاء اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، شهد زيادة كبيرة في الواردات والصادرات بين البلدين، كما أن الانفتاح بين الدولتين من خلال إلغاء تأشيرات الدخول في ما بينهما سمح للعديد من الأردنيين بالقدوم إلى لبنان وللبنانيين بالذهاب إلى الأردن. لذلك علينا أن نبحث كيف يمكننا أن نسهل الأمور بالنسبة لرجال الأعمال». وعن الجهود لإعادة اطلاق عملية السلام، قال الحريري: «من الواضح أن العرب يريدون السلام، فيما إسرائيل لا تريده. نحن نقوم بما علينا لكي نؤكد للمجتمع الدولي أن العرب وضعوا مبادرة السلام على الطاولة، وهذه المبادرة هي الأساس بالنسبة للجامعة العربية، ولكن إسرائيل هي التي تعطل قيام السلام مع الفلسطينيين. من يريد قيام السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل لا يتعامل مع السلطة الفلسطينية بالشكل الذي يتم الآن ولا يبني المستوطنات ولا يستمر في انتهاك الحقوق الفلسطينية. ونحن شهدنا حرص الملك الأردني من أجل العمل على توظيف الفرص لكي تتقدم عملية السلام». وجدد الحريري التأكيد أن زيارته سورية «كانت مهمة جداً، وهي أسست لتفاهم بين البلدين، وأتت هذه الزيارة تحت المظلة التي كان وضعها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والذي أطلق المصالحات. هذا الأمر أفاد لبنان كما أفاد سورية والمنطقة وأحدث استقراراً. نحن نتطلع إلى علاقات مميزة مع سورية مبنية على الصدق والصراحة والمصالح المشتركة بين البلدين والشعبين، وستكون هناك بوادر تنفيذ لهذه العلاقة في أسرع وقت ممكن».