واصلت وفود أطراف النزاع الليبي مفاوضاتها في مدينة الصخيرات المغربية بحضور مبعوث الأممالمتحدة برناردينو ليون قبل زيارة مقررة لبرلين للقاء قادة دوليين، غداة دعوة من مجموعة السبع إلى «قرارات جريئة» لإخراج البلاد من الفوضى. وعلى رغم إعلان ليون أن الطرفين الليبيين ردا بشكل «إيجابي» على آخر مسودة اتفاق عرضتها المنظمة الدولية أمس لإخراج البلاد من الفوضى، فإن تحفظات برزت في اللحظات الأخيرة على هذه المسودة التي تعتبر الرابعة، لدى مجلس النواب المنتخب الذي يتخذ من طبرق (شرق) مقراً له. وأفيد بأن المجلس استدعى ممثليه في الحوار لمناقشتهم قبل توجههم إلى برلين. وقال ليون للصحافيين في الصخيرات: «وزعنا كما لاحظتم مسودة اتفاق جديدة. كل ما يمكنني قوله حالياً أن رد الفعل كان إيجابياً» في إشارة إلى المسودة الرابعة الهادفة خصوصاً إلى إبرام اتفاق حول تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا. ومساء الإثنين، تسلم المفاوضون عن برلماني ليبيا المتنازعين في مستهل جولة التفاوض الجديدة في منتجع الصخيرات القريب من الرباط، مشروع اتفاق جديد، على أمل إبرام تشكيل حكومة وحدة قبل رمضان (17 حزيران الجاري). وصباحاً، اجتمع كل وفد على حدة مع مبعوث الأممالمتحدة. وأفاد الناطق باسم بعثة الأممالمتحدة لدى ليبيا سمير غطاس، بأن الوفود ستتوجه بعد مؤتمر ليون الصحافي «جميعاً إلى برلين للقاء قادة دول أوروبية ودول أعضاء في مجلس الأمن» من دون تفاصيل إضافية. وأفادت وكالة الأنباء المغربية بأن هذا الاجتماع سيعقد «بحضور وزراء خارجية دول أعضاء في مجلس الأمن». ودعت دول مجموعة السبع في ختام قمتها في ألمانيا الإثنين، الوفود المتفاوضة إلى اتخاذ «قرارات سياسية جريئة» وإبرام «اتفاق سياسي».وتسعى الأممالمتحدة منذ أشهر، للتوصل إلى تسوية تجيز تشكيل حكومة وفاق وطني. وبات هدف مبعوثها التوصل إلى اتفاق قبل رمضان. ومساء الإثنين، تسلم المفاوضون مشروع اتفاق رابع يتضمن «آخر ملاحظات الأطراف» بحسب بعثة الأممالمتحدة في ليبيا. ويفترض أن ينقل كل من الوفدين الاقتراحات إلى برلمانه قبل العودة إلى المغرب، حيث المأمول إبرام اتفاق «في مطلع الأسبوع المقبل» كما قال ليون. وكان ليون خاطب المتحاورين بالقول مساء الإثنين: «اليوم تتجه أنظار الشعب الليبي إليكم، مع الأمل بان يؤدي عملكم إلى إسكات الأسلحة. إنكم قادرون على تجنيب الليبيين مآسي أخرى». ونشرت بعثة الأممالمتحدة في ليبيا مسودة الاتفاق الأخيرة على موقعها وتتكون من 69 مادة تنص خاصة على تشكيل حكومة وفاق لمدة سنة، وتعيين رئيس وزراء أمامه مهلة شهر لطرح تشكيلة حكومته على البرلمان. وأعلن ليون الأسبوع الماضي، استعداد الأممالمتحدة لاقتراح أسماء الشخصيات الليبية التي يمكن أن تشارك في حكومة الوفاق، سرعان ما يتم التوصل إلى اتفاق. وكانت الأممالمتحدة أكدت الجمعة، أن المحادثات وصلت إلى «مرحلة محورية» ودعت «كل الأطراف إلى تحمل مسؤولياتها أمام التاريخ»، مذكرة «بعدم وجود أي حل عسكري». وأعرب مسؤولون من مصر والجزائر وإيطاليا في اجتماع الأحد في القاهرة، عن تأييدهم الوساطة التي يجريها المبعوث الدولي. وتخشى مصر من خطر الجماعات المسلحة الجهادية التي تسيطر على جزء من شرق ليبيا، ولا سيما تلك المرتبطة بتنظيم «داعش»، على حدودها الغربية، بما قد يجبرها على فتح جبهة ثانية في حين يواجه الجيش المصري في سيناء (شرق) جماعة ناشطة أعلنت مبايعة التنظيم الإرهابي. واستغل «داعش» الفوضى السائدة لترسيخ وجوده في ليبيا، وتمكن في أواخر أيار (مايو) الماضي، من السيطرة على مطار سرت الدولي (وسط).