اتهم معارضون سوريون النظام بتأمين غطاء جوي لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) للتقدم في ريف حلب الشمالي والضغط على فصائل المعارضة، التي أرسلت تعزيزات لمنع التنظيم من دخول ثانية كبريات مدن سورية، بالتزامن مع دعوة «الائتلاف الوطني» المعارض دول الجوار ل «التدخل ومنع تحول سورية إلى بؤرة لأبشع أنواع الإرهاب المتمثل بداعش و(الرئيس بشار) الأسد». وأكد مصدر فرنسي رفيع المستوى عشية انعقاد الاجتماع الوزاري ضد «داعش» في باريس اليوم، ضرورة استعجال إنجاز الحل السياسي في سورية وتشكيل هيئة حكم انتقالية بعد نكسات القوات النظامية أمام المعارضة و «داعش». (للمزيد). وقال نشطاء معارضون إن مقاتلات النظام شنت غارات جوية على مدينة مارع شمال حلب، بالتزامن مع حشد «داعش» عناصره للتقدم إلى المدينة، مشيرين الى معارك عنيفة في قرية أم الحوش المتاخمة لمارع بعدما أرسلت فصائل «الجيش الحر» تعزيزات عسكرية الى المنطقة. وأفاد موقع «سراج برس» المعارض أن المعارك تواصلت أمس لليوم الثالث على التوالي بين فصائل الثوار والتنظيم الذي يشن هجوماً كبيراً محاولاً التوغل في ريف حلب الشمالي الذي خرج عن نطاق سيطرة النظام منذ 2012. وأضاف أن «الثوار استعادوا زمام المبادرة بعد وصول مؤازرة عسكرية كبيرة من فصائل مختلفة فأوقفوا تقدم التنظيم باتجاه مدينة أعزاز ومعبر باب السلامة الحدودي مع تركيا، وكبدوه خسائر كبيرة في العتاد والأرواح في المعارك الممتدة على طول أكثر من 30 كلم ابتداء من مدرسة المشاة وصولاً إلى قرية حور كلس الحدودية مع تركياً شمالاً». كما أعلنت المعارضة قتل 17 عنصراً من تنظيم «الدولة»، وتصديهم لمحاولته التقدم باتجاه قرية الشيخ ريح شمال صوران. وأفاد موقع «كلنا شركاء» المعارض، بأن تنظيم «داعش» عزز وجوده في موقع الكُبر غرب دير الزور الذي قصفته مقاتلات إسرائيلية في 2007 وخضع لتفتيش دولي، لاعتقاد أطراف غربية بوجود برنامج نووي فيه. وحض رئيس «الائتلاف» خالد خوجة في إسطنبول، الدول المجاورة ب «التدخل لنجدة أحرار سورية وتأمين منطقة آمنة لهم، كي لا يتحول طيران نظام الأسد إلى سلاح جو لتنظيم داعش الإرهابي»، مستدركاً: «هذا يحصل الآن في حلب، حيث يقصف طيران النظام المقاتلين في المناطق التي يستعد داعش لدخولها. طيران النظام يعمل لصالح داعش علناً، هو يقصف والتنظيم يقتحم». ويعقد وزراء خارجية وممثلون ل22 دولة اجتماعاً في باريس اليوم للبحث في الوضع على الأرض في العراق وسورية والتحالف الدولي- العربي ضد «داعش». وقال مصدر فرنسي إن الوضع في سورية «تطور في شكل كبير منذ 9 شهور مع سيطرة «داعش» على تدمر وضعف واضح للنظام مع خسارة إدلب ومواجهته صعوبات في جبهات أخرى»، قائلاً إن المؤتمر «فرصة للتطرق إلى الوضع في سورية لما له من تأثير في العراق مع انتقال الجهاديين عبر حدود البلدين، إذ إن الهجوم الداعشي في الرمادي كان عبر الحدود السورية- العراقية وإنه ينبغي البحث في معالجة المسألة السورية والنظر في الإسراع في الانتقال السياسي وإلا سيكون من الصعب التوصل إلى استقرار في العراق، خصوصاً أن تراجع وضع النظام غيّر المعطيات العسكرية على الأرض». وكان «المرصد» قال إن الشهر الماضي سجل أعلى حصيلة قتلى منذ بداية العام، حيث قتل 6657 شخصا بينهم «2450 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها وحزب الله اللبناني»، بسبب خسائر النظام في مناطق عدة.