طرح الإقبال الضعيف من قبل مرشدي الطلاب في تعليم جدة على الانخراط في العمل التطوعي لمساعدة المتضررين من كارثة سيول جدة أكثر من علامة استفهام، وسجل 65 مرشداً أنفسهم من بين مختلف مدارس جدة وبمراحلها كافة كمساندين للجهات المختصة في هذا الأمر. وأكد مدير إدارة التوجيه والإرشاد في تعليم جدة سالم الطويرقي أن 65 مرشد طلاب سينخرطون في أداء مهمتهم التطوعية من طريق تقديم الدعم لأسرة الطالب المتضررة، والاهتمام بجوانبها الاجتماعية، إضافةً إلى جانب توافر بعض الحاجات الأساسية، وتعزيز الجانب الإيماني في شخصية المسترشد. مشيراً إلى أن المرشدين سيعملون تطوعياً من الخامسة عصراً وحتى التاسعة مساء وبشكل يومي. كانت الإدارة العامة لتعليم جدة أطلقت مطلع الأسبوع الحالي دورةً مكثفةً في مركز المساندة النفسية للمتضررين من سيول جدة لمدارس جدة، وخصصت ثلاثة مراكز لبدء هذه المرحلة وحددت مقراته المسائية في مدارس أبي إسحاق، وابن حزم، والدرعية الثانوية. وأكد الطويرقي أن هذه المراكز تسعى لتقديم خدمات إرشادية وتوجيهية، وأخرى مساندة للمتضررين من السيول والأمطار التي هطلت على مدينة جدة، وتقديم تلك الخدمات من طريق مجموعة من الاختصاصيين في الإرشاد النفسي، ومرشدين اختصاصيين، فضلاً عن معالجين نفسيين. وكانت إدارة الإشراف الطبي في تعليم جدة نظمت أخيراً ندوة عن «كيفية التعامل مع الآثار النفسية المتوقعة من كارثة سيول جدة» شارك فيها نخبة من الأطباء والاستشاريين النفسيين، وجهت إلى معلمي المدارس، ومرشدي الطلاب في جميع المدارس الحكومية والأهلية. وأكدت توصيات الندوة على أن الدعم النفسي والمعنوي لا يقل أهمية عن الدعم المادي والاجتماعي، مؤكدةً على دور منسوبي التربية والتعليم في التخفيف من الآثار النفسية لدى الطلاب، ومحاولة إخراجهم منها بالوسائل والطرق العلمية والنفسية الحديثة. وأوضحت أن الاضطرابات النفسية التي تصيب الأطفال بعد الأزمة يجب أخذها في الاعتبار، ومحاولة عرض حال كل طفل على اختصاصي مؤهل لتشخيص الحال ومنح العلاج اللازم، لافتةً إلى أهمية إدراك علامات وأعراض واضطرابات مابعد الكارثة نفسياً وبدنياً. وشددت الندوة على أهمية أن يتحلى العاملون بمختلف انتماءاتهم في مساعدة المتضررين بالمهارات اللازمة والمطلوبة في مثل هذه المواقف، وتأهيل العاملين من المدارس ودور المراكز الصحية والجهات التعاونية والتطوعية في التعامل مع المتضررين بعد الكارثة تعاملاً حسناً.