تجمّع نحو 75 محتجاً، أمس (الجمعة)، خارج مسجد في ولاية أريزونا الأميركية، في مظاهرة مناهضة للإسلام تضم رسوماً كاريكاتيرية للنبي محمد، وذلك بعد أسابيع من تعرّض حدث مماثل في ولاية تكساس لهجوم من مسلحين اثنين. واستهدفت المظاهرة «المركز الإسلامي في فينكس»، وذلك إلى حدّ ما، لأن المسلحين اللذين استهدفا حدث تكساس كانا يصليان هناك. ونظّم هذه المظاهرة أحد قدامى المحاربين في العراق والذي وضع صوراً لنفسه على الانترنت وهو يرتدي قميصاً يحمل شعاراً مسيئاً للاسلام، ويلوح بالعلم الأميركي. وكان بعض المحتجين مسلحين ويحملون بنادق. وقال منظم هذا الحدث، جون ريتزهايمر، على صفحته على «فايسبوك»: «هذا ردّ على الهجوم الذي وقع في تكساس في الآونة الأخيرة»، وأشار إلى ضرورة أن يحمل المتظاهرون الأسلحة معهم. وقالت قوات مشاة البحرية الأميركية ل«رويترز»، أن ريتزهايمر كان رقيباً في احتياطي المشاة، وأُرسل إلى العراق مرتين في 2005 و2008. وهتف المتظاهرون أمام المسجد، وسط وجود مكثف للشرطة، شعارات منددة بالإسلام، ووصفوه بأنه «دين القتلة»، في حين تجمّع نحو 130 محتجاً في مظاهرة مناهضة، وكان بعضهم يهتف «احبّوا جيرانكم» وفي كانون الثاني (يناير) الماضي قتل مسلحان 12 شخصاً في صحيفة «شارلي إيبدو» الساخرة في باريس، في عمل انتقامي لنشر الصحيفة رسوماً للنبي. وأحبط هجوم مماثل خارج دالاس في الثالث من أيار (مايو) الجاري، عندما فتح مسلحان النار خارج معرض لرسوم للنبي محمد. وقتلت الشرطة بالرصاص المسلحين اللذين كانا يترددان من قبل على مسجد فينكس الذي استهدفه احتجاج، أمس (الجمعة). ولم يقتل المسلحان أحداً. ووصف المنظمون في فينكس الحدث بأنه رد على هجوم الثالث من أيار (مايو)، في ضاحية غارلاند في دالاس. وقامت جماعات مناهضة للإسلام في الولاياتالمتحدة بشراء إعلانات وتنظيم مظاهرات واصفة الإسلام بأنه عنيف، مستشهدة غالباً بالوحشية القاتلة لتنظيم «الدولة الإسلامية»، في العراق وسورية. وأدان مسجد فينكس الذي اُستهدف أمس (الجمعة) مثل هذا العنف، وألقى أحد الأئمة سلسلة من خطب الجمعة العام الماضي انتقد خلالها جماعات إسلامية متشددة مثل تنظيم «الدولة الإسلامية»، و«القاعدة»، و«بوكو حرام» النيجيرية. وحثّ رئيس المركز المصلين على عدم الاشتباك مع المتظاهرين. وقال أسامة الشامي للمصلين خلال خطبة الجمعة: «يجب أن نذكر أنفسنا بضرورة ألا نقابل الإساءة بالإساءة، ولكن بالتسامح والرحمة والحسنى».