أشاد عدد من المثقفين السعوديين بما قدمه وكيل وزارة الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز السبيل إلى المشهد الثقافي السعودي، خلال فترة عمله وكيلاً لوزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، معبرين في حديثهم ل«الحياة» عن تقديرهم لمثل هذه الجهود. واعتبر الشاعر محمد العلي بأن: «جهود السبيل تجاه الأندية الأدبية، وعمله على استبدال حرس الثقافة القديم بكادر شاب، وإمداد النوادي بمتطلباتها، جهد يشكر عليه، بدوره أثنى رئيس نادي أدبي المنطقة الشرقية جبير المليحان على «الدور الذي لعبه السبيل في المرحلة السابقة، وتجديده مجالس إدارات النوادي الأدبية، وإنشاء أندية أخرى في بعض المناطق التي تفتقر إلى ذلك»، وقال بأن «منجزاته أكبر من النواقص الإدارية، والتي تعاني منها، وكالة الوزارة للشؤون الثقافية»، متمنياً» تعزيز هذه الوكالة» ممتدحاً «سعة أفق الدكتور السبيل ونظرته إلى المسار الثقافي للأندية، وإعطائها حرية التصرف في تصميم وإدارة البرامج بحسب رؤية أعضاء مجالس الإدارة، وعدم التدخل في شكل أو آخر في الأمور الإدارية والثقافية والأدبية للأندية»، لافتاً إلى «الدعم الذي يقدم لها بحسب أنشطتها». ونوه المليحان إلى أن «نادي المنطقة الشرقية، تلقى طوال الأعوام الماضية، دعماً إضافياً لبرامجه الإضافية التي يقيمها»، كما تطرق إلى « تشجيعه للإصدارات التي تقوم بها الأندية، واقتناء الوزارة إلى ألف نسخة من مجلة النادي «دارين»، بسعر تشجيعي، وقال: «هذا الرجل نهض بدور كبير، وذلك ناتج من وعيه وإدراكه لأهمية الثقافة والمعرفة». وأكدت الدكتورة لمياء باعشن على أن «السبيل قدم الكثير لصالح المثقف وتواصله، وتعريفه بوجود الآخر». وقالت: «كنا مبعثرين داخل مدننا، وقامت الوزارة بدور فعال في لمّ شملنا، وتعزيز أواصر التقارب بين المثقفين، ليس فقط عبر المعرفة بل أيضاً عبر تبادلها». وتابعت بالقول ان «يكون ثمة ملتقيات داخل الأندية فهذا انجاز بحد ذاته، لكن أن يكون ثمة مؤتمر، ويعاد إحياؤه من مواته بهذه القوة، على الساحة وبصبغة سعودية في شكل كامل من حيث المحاضرات، والمحاور المطروحة، والأسماء المشاركة، فهو انجاز ضخم، مختتمة بأن «هذا أحسن وأفضل ما قدمه السبيل إلى حد الآن». المسؤول الثقافي الواعي وقال الكاتب المسرحي عبدالعزيز السماعيل إن الدكتور السبيل «قدم لنا أهم شيء وهو صفة المسؤول الثقافي الواعي لمتطلبات الثقافة والمثقفين في بلادنا. صفة المسؤول المواطن بوعي المثقف وأهمية الثقافة ودورها في المجتمع. قدم هذه الشخصية في وقت كانت الثقافة والفنون محاصرة ومركونة في زوايا ضيقة وهامشية في الأندية والجمعيات. وقد حاول إخراجها على الملأ والمغامرة بها، بوصفها جزءاً أساسياً من صميم بناء الوطن والتنمية فيه. واستطاع أن يحقق في هذا المسار خطوات ملموسة ومؤثرة من خلال: تأسيس الجمعيات الأهلية وتغيير إدارة الأندية الأدبية وإقامة اللقاءات والمؤتمرات الثقافية والأدبية ومهرجان المسرح... الخ من جهود لم تكن لولا إيمان هذا الرجل بدور المثقف وأهميته. وقد كابد في ذلك الكثير من المعاناة والضغط النفسي وحتى المادي، من اجل تحقيق بعض ما يحلم به، ولكنه كان مغامراً وحيداً في بحر من الأمواج العاتية، التي لن يستطيع تحملها إلى الأبد» . أما الدكتور محمد الصفراني فيقول: «وترجل مختاراً، فارس الثقافة السعودية، وعراب الحراك الأدبي السعودي. لم يكن الدكتور عبدالعزيز السبيل وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية مجرد موظف في الوزارة ورقم في سجلاتها، بل كان مثقفاً يملك أجندة ثقافية قوية وواضحة يسعى إلى تنفيذها بكل لباقة ودماثة خلق»، لافتاً إلى أن «أهم ما قدمه الدكتور السبيل للمشهد الثقافي السعودي يتمثل في تجسيد الخامة الإنسانية النبيلة والرفيعة خلقاً وعلماً وأدباً، وهو ما يطرح تحدياً صعباً لمن يخلفه في مكانه من حيث المحافظة على مستوى اللياقة الثقافية العالية، الذي بلغه السبيل في تأدية دوره، ناهيك عن تجاوزه. فقد قدم تشكيلات جديدة لمجالس إدارات الأندية الأدبية، وزاد من عدد الأندية الأدبية إلى الضعف، وأخرج معرض الكتاب الدولي إلى النور لسنوات عدة في مستوى راق قلماً وجدنا له نظيراً في السابق. ورسخ مفهوم الانتخابات في العمل الثقافي، وشكل الجمعيات الفنية في المسرح والخط والكاريكاتور والفنون التشكيلية، ورسم خطوطاً واضحة ورؤية ناصعة مراعياً التدرج والهدوء في الانتقال بين المراحل، نظراً إلى ما يتمتع به من حنكة ثقافية وبُعد نظر ورحابة صدر تستوعب كل المثقفين بمختلف أطيافهم وتوجهاتهم الفكرية».