شاء القدر أن تكون أول ليلة يظهر فيها للحياة الطفل اليمني سلمان في مستشفى الملك عبدالله بن عبدالعزيز في بيشة كون مطار محافظة بيشة محصوراً على استقبال الطائرات المتجهة من وإلى اليمن، إذ ورد بلاغ من قائد الطائرة يشير فيه إلى وجود امرأة يمنية بحاجة إلى المساعدة، كونها في مخاضها، فبدأت الخدمات الأرضية في مطار بيشة بالعمل على تسهيل وصولها إلى مستشفى الملك عبدالله في بيشة، واتخاذ الإجراءات اللازمة والصحية للولادة. وأشار المشرف العام على مستشفى الملك عبدالله بن عبدالعزيز في بيشة الدكتور معتق السرحاني في بيان صحافي أمس، أنه منذ ورود البلاغ قام فريق طبي من المستشفى باستقبال الأم ومرافقها، وتم العمل على تنويمها، فيما تم تحديد سكن خاص بهم في المستشفى، وتوفير كل الحاجات اللازمة للأم حتى ولدت، وهي في حال جيدة، وبناء على رغبة جدها المرافق لابنته تمت تسمية طفلها «سلمان» تقديراً لجهود الملك سلمان في خدمة اليمن. وكانت زوجة المشرف العام على مستشفى الملك عبدالله بن عبدالعزيز بقيت إلى جوارها حتى خروجها من المستشفى إلى السكن المعد لهم مسبقاً، مؤكدة تعاونها وتلبية لرغبة خادم الحرمين الشريفين في إعادة الأمل إلى إخواننا اليمنيين ومعايشتهم أوضاعهم الصعبة. وتحدث جد الطفل «سلمان» المواطن اليمني أحمد عبده حيدر قائلاً: «بعد أن علقنا في مصر طوال شهرين كنا متجهين إلى القاهرة لعلاج زوجتي، أراد الله أن تنطلق عاصفة الحزم ثم إعادة الأمل، وبعد دعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان للدولة اليمنية لمساعدة العالقين في أنحاء العالم من اليمنيين لتسهيل وصولهم إلى اليمن كنا ضمن الطائرة اليمنية التي أقلعت من القاهرة إلى محافظة بيشة، ورغبنا في التوجه إلى صنعاء، إلا أن ابنتي كانت في الشهر التاسع وتشعر بآلام الولادة في الطائرة». وقال: «قدمت لنا السلطات السعودية الخدمة كاملة، وأشعر أننا في بلادنا، والمملكة بلد خير، وبالتالي فإني أطلقت اسم «سلمان» على الطفل، شعوراً بفضل هذا الملك العظيم، وأضاف أحمد إننا من مدينة دمار، ونشعر حقيقة بالأسى للوضع اليمني، سائلاً الله أن يرد اليمنيون إلى الحق، وأن يلتزموا بدعم الشرعية والتكاتف مع قوات التحالف لإخراج اليمن من وضعه الراهن». فيما ثمّنت أم سلمان دور السعودية في خدمة أبناء اليمن قائلة: «السعودية بلد خير وسماحة وتصالح وسلام». يذكر أن عدداً من العائلات السعودية ورجال الأعمال في بيشة قاموا بزيارة الطفل اليمني «سلمان»، وتقديم بعض الهدايا له ولوالدته، مؤكدين أنه واجب إنساني وأخوي في ظل الأوضاع التي يعيشها اليمنيون من اعتداءات الحوثيين وعصابات عفاش.