على الرغم من أن أي بلد يحتفظ بحقه في وضع الأنظمة الكفيلة بتنظيم دخول الزوار لأراضيه عبر التأشيرات المختلفة، إلا أن واقع الدخول للمملكة عبر الحدود اليمنية ربما يتجاوز تلك الأنظمة المكتوبة وصولا إلى أنظمة إنسانية وروابط أسرية وعلاقات أخوية خاصة تربط شعبي البلدين. في منفذ علب، وقفت سيارة الهلال الأحمر السعودي مقابلة لسيارة الإسعاف اليمني الذي كان بداخله مريض يمني (إبراهيم محمد) طفل لم يتجاوز العاشرة من عمره تستدعي حالته الصحية علاجه في مستشفى متقدم نتيجة تعرضه لحادث مروري، وفي دقائق سريعة ومعدودة انتهت الإجراءات ونقل المريض إلى سيارة الهلال الأحمر السعودي وركب معه شقيقه ومنح الاثنان تصريحا بالدخول إلى المملكة والعلاج في مستشفى ظهران الجنوب، وأعلنت حالة الطوارئ في المستشفى وأدخل المريض إلى غرفة العمليات في مستشفى صعدة وهناك اكتشف الأطباء أنه يعاني من نزيف داخلي فتم تحويله إلى مستشفيات المملكة. طوارئ المستشفى وأمام مدخل قسم الطوارئ في مستشفى ظهران الجنوب، وقف شابان ينتظران سيارة تابعة للهلال الأحمر السعودي التي أثناء وصولها ونزول الرقيب محمد الوادعي من منسوبي حرس الحدود انطلق احدهما إلى داخل سيارة الإسعاف محتضنا طفلا لم يتجاوز 12 عاما من عمره كان ممددا، بعدها احتضن الطفل الآخر ثم نزل من سيارة الإسعاف فسألته عن علاقته بهذين الطفلين فقال هما ابناي ماجد وتركي وأعمل مزارعا في نجران منذ ثماني سنوات فيما تسكن أسرتي شرقي مدينة صعدة اليمنية على بعد 100 كيلو متر من منفذ علب السعودي وقبل أربعة أعوام أصيب طفلي ماجد بارتفاع درجة الحرارة ما تسببت في ضمور أعصابه وأصبح غير قادر على الحركة إلا بمساعدة أخيه تركي، وقد حاولنا علاجه في اليمن لكن الأطباء احتاروا في تشخيص حالته وإيجاد علاج له، وليلة البارحة شعر بضعف شديد وأبلغنا مركز الحدود اليمني بحالة ابني الذي اتصل فورا على زملائه في حرس الحدود في السعودية بقطاع ظهران الجنوب الذين رتبوا في أقل من ساعتين وصول سيارة الهلال الأحمر السعودي وكما تلاحظ ابني أصبح في داخل المملكة وأمام باب طوارئ المستشفى. مدير مستشفى ظهران الجنوب سعيد القحطاني ذكر أن المستشفى يستقبل يوميا بين 4 5 حالات وفي بعض الأيام يزيد عدد الحالات بحسب الحالات المرضية وجميعهم يجرى عليهم الكشف الطبي . واذا استدعت الحالة لنقل إلى مستشفى آخر يتم تحويله بعد التنسيق مع المستشفى المحول إليه وتنويم من يحتاج إلى متابعة في مستشفى ظهران الجنوب. وأشار إلى أن اكثر الحالات التي يستقبلها المستشفى هي حالات تعاني من أمراض السرطان بنوعيه والتهاب الكبد الوبائي والتهابات الرئة والإصابة بمرض الفشل الكلوي والكسور المختلفة نتيجة التعرض للحوادث المرضية وبعض حالات الولادة وأيضا حالات ما بعد الولادة التي عادة ما تعاني من نزيف أو التعرض للأورام، بالإضافة إلى استقبال بعض حالات الأنفلونزا الموسمية وأمراض ضغط السكر وضغط الدم وأمراض الشيخوخة وكذلك بعض حالات الإصابة بمرض أورام في المخ لمصابين تتراوح أعمارهم بين 18 50 عاما التي يرى بعض الأطباء تعرضهم لبعض الإشعاعات مضرة. فيما عبر قائد حرس الحدود في مركز علب اليمني العقيد محمد الشيبة، الذي كان يشرف بنفسه على دخول الحالات المرضية إلى ظهران الجنوب من خلال منفذ علب، عن شكره لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- وسمو ولي عهده الأمير سلمان بن عبدالعزيز وقال «نجد كل اهتمام من المسؤولين السعوديين سواء الزملاء في حرس الحدود أو في الصحة وخصوصا مستشفى ظهران الجنوب الذي وبحكم قربه من منفذ علب يستقبل معظم الحالات المرضية القادمة من اليمن وإن احتاجت بعض الحالات إلى تحويل لمستشفى آخر وجدنا كل التعاون وكل الدعم في عام 2011م ومن خلال منفذ علب أدخلنا 4760 مريضا جميعهم تلقوا العلاج في مختلف مستشفيات منطقة عسير ومنطقة نجران. فيما أوضح العقيد سعيد المهجري قائد قطاع حرس الحدود في ظهران الجنوب أن التعليمات المبلغة لهم هي تسهيل دخول كافة المرضى اليمنيين الذين تحتاج حالاتهم الصحية إلى علاج داخل مستشفيات المملكة دون استثناء، وذلك من خلال التنسيق مع حرس الحدود اليمني ويوميا نستقبل العديد من الحالات المرضية في المنفذ السعودي، وبعد التأكد من هوياتهم وخضوعهم لإجراءات التفتيش النظامي يتم إخراج المريض من سيارة الإسعاف اليمني، ونقله إلى سيارة الهلال الأحمر السعودي وإدخاله إلى مستشفى ظهران الجنوب وتسليم الحالة إلى الشرطة التي تتولى متابعته، وإذا استدعت الحالة الصحية نقله إلى مستشفى آخر يتم التنسيق مع المستشفيات الأخرى وبعد تلقيه العلاج يسلم لنا من قبل الشرطة لإنهاء إجراءات عودته إلى وطنه.