بعد أن كان الموسم الماضي قاب قوسين أو أدنى من الظفر بلقب الدوري الإنكليزي للمرة الأولى منذ 1990، قبل أن ينتزعه منه مانشستر سيتي في المرحلة الختامية، وجد ليفربول نفسه في وضع صعب وحرج للغاية، بعد أن اختتم موسم 2014-2015 بهزيمة مُذلة على يد ستوك سيتي (1-6) أول من أمس (الأحد). وكان من المفترض أن يكون وداع القائد ستيفن جيرارد لكتيبة «الحمر»، التي دافع عن ألوانها منذ 1998 مع الفريق الأول و1987 مع الفرق العمرية، وتوّج معها بلقب دوري أبطال أوروبا عام 2005 والكأس 2001 و2006 وكأس الرابطة 2001 و2003 و2012 وكأس الاتحاد الأوروبي 2001 وكأس السوبر الأوروبية 2001 و2005، مناسبة احتفالية قبل انتقاله إلى لوس آنجليس غالاكسي، لكن ستوك سيتي حولها إلى مُذلة بعدما ألحق بليفربول أسوأ هزيمة له في دوري الأضواء منذ نيسان (أبريل) 1963عندما خسر أمام توتنهام (2-7)، والأسوأ منذ انطلاق الدوري الممتاز. والأسوأ من ذلك أن ستوك سيتي حسم فوزه على ليفربول في الشوط الأول، بعد أن دكّ شباك الحارس البلجيكي سيمون مينيوليه بخمسة أهداف، قبل أن يُقلّص جيرارد نفسه الفارق (70) في مباراته ال750 والأخيرة بقميص ليفربول، لكن زميله السابق في «الحمر» بيتر كراوتش أضاف السادس لأصحاب الأرض في آخر المباراة (86). وهذه المرة الأولى منذ انطلاق الدوري الممتاز، التي تهتز فيها شباك ليفربول بأربعة أهداف أو أكثر في الشوط الأول، والمرة الأولى التي يحصل فيها هذا الأمر في دوري الأضواء (الأولى أو الممتازة) منذ أن خسر أمام أستون فيلا (1-5) أيضاً عام 1976. ولم تكن هزيمة «الحمر» هامشية لأنهم سيضطرون بسببها إلى خوض الملحق المؤهل إلى دور المجموعات من مسابقة الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) بعد تراجعهم إلى المركز السادس لمصلحة توتنهام، الذي تغلّب بدوره على القطب الأزرق لليفربول إيفرتون (1-صفر)، إلا في حال تتويج أرسنال بلقب الكأس عوضاً عن أستون فيلا، ما سيمنح رجال المدرب الأرلندي الشمالي برندن رودجرز بطاقة التأهل المباشر وساوثامبتون، الذي خسر أمام مانشستر سيتي الوصيف (صفر-2) بطاقة خوض الملحق. ويتأهل أول ثلاثة أندية مباشرة إلى دوري الأبطال، ويخوض الرابع الملحق وهي مراكز حسمتها أندية تشلسي وسيتي وأرسنال ومانشستر يونايتد، فيما يتأهل الخامس إلى الدوري الأوروبي ويخوض السادس الملحق بفضل تشلسي، الذي أحرز مسابقة كأس الرابطة، الذي ضمن خوض دوري الأبطال. ويتأهل الفائز بمسابقة الكأس إلى الدوري الأوروبي، علماً بأن أرسنال وأستون فيلا يخوضان النهائي في ال30 من الشهر الجاري، وفي حال تتويج أرسنال، فإن سادس الترتيب يتأهل مباشرة إلى الدوري الأوروبي ويخوض السابع الملحق. وقد تكون لهذه الخسارة المُذلة تأثيرها على مستقبل رودجرز، الذي اعترف بعد اللقاء بأن وضعه ليس آمناً، بقوله رداً على سؤال حول إذا كان هناك امكان للتخلي عنه: «من دون أدنى شك. لطالما قلت بأنه إذا أراد مالكو النادي رحيلي فسأرحل. الأمر بهذه البساطة. لكني أشعر بأني ما زلت أملك الكثير لأقدمه هنا». وواصل: «الموسم الماضي، عندما كانت جميع الأمور على ما يرام، حظيت بمساندة الجميع، لكن أداء مثل الذي قدّمناه لا يساعد على الإطلاق. أنا أعي ذلك تماماً (إمكان التخلي عنه). حصل الكثير من الأمور التي صعّبت من مهمتي، لكننا واصلنا القتال بالشكل الصحيح حتى النهاية. لكني اتفهم ذلك (التشكيك بمستقبله) تماماً». وواصل: «كبريائي يريد مني البقاء في هذا المنصب. أحب هذا العمل واحب هذا النادي. كان الموسم صعباً جداً علينا وكما قلت سابقاً، إذا أراد المالكون رحيلي فسأرحل. أريد البقاء هنا لكني أتفهم أيضاً بأننا بحاجة إلى أن نكون أفضل ممّا أظهرناه في الأسابيع الأخيرة». وتقدّم رودرجز باعتذاره إلى جماهير ليفربول، التي شاهدت فريقها يُذل في الشوط الأول من مباراة كانت مهمة جداً بالنسبة لهم ولم تكن هامشية على الإطلاق، مضيفاً «هذا الموسم كان صعباً خصوصاً في نهايته، لم نفز بما فيه الكفاية من المباريات في الأشهر الأخيرة من الموسم، وبالتالي يحق للجمهور بأن يكونوا غاضبين ومحبطين. أنا أتحمل كامل المسؤولية لأني المدرب».