في الحالة الطبيعية يتم التخلص من حامض البول عن طريق الكليتين، ولكن في حال انتاج كميات كبيرة منه، بحيث تفوق قدرة الكليتين على التخلص منه، يذهب الفائض من حامض البول الى المفاصل ليحط رحاله فيها على شكل بلورات صغيرة في داخل بعض المفاصل محدثة تفاعلات التهابية موضعية في غشاء المفصل وحوله، تطلق العنان لعوارض مزعجة مباغتة جداً من الألم المبرح، والسخونة، والتورم في المفصل، وتميل هذه العوارض للحدوث ليلاً. هذا السيناريو المذكور يُعرف بمرض النقرس، ويصيب الرجال خصوصاً، ويمكنه ان يهاجم أي مفصل إلا أن أصبع إبهام القدم هو العاشق المفضل له في خمسين في المئة من الحالات. وكثيراً ما تثار أزمة النقرس بوجود عوامل مشهورة من بينها زيادة الوزن، والإفراط في الأكل، واستهلاك المشروبات الروحية، وقلة النشاط والحركة، والتعب المفاجئ، ووجود بعض الأمراض المزمنة كالسكري وارتفاع التوتر الشرياني. وتعتبر التغذية المناسبة عاملاً مهما في تدبير داء النقرس، وبناء عليه تقسم المآكل الى مجموعات حسب محتواها من مادة البيورين التي تسهم في انتاج حامض البول: المجموعة الأولى، وتزيد فيها نسبة البيورين عن 150ملغ في كل 100 غرام، وهي أغذية ضارة لمريض النقرس، لذا يجب الحد منها قدر المستطاع. وتشمل هذه: النخاعات والكوارع واللسانات المخ والكبد والكلى واللحم الفتي (العجل) عيش الغراب وسمك الأنشوا والسردين والتونا والمحار والأسماك المملحة والمدخنة واللحوم المفرومة الجاهزة المعروضة للبيع تجارياً. المجموعة الثانية، وتراوح نسبة البيورين فيها من 50 الى 150 ملغ في كل 100 غرام، وهي أطعمة يجب الاعتدال في استهلاكها، وعدم تناول أكثر من نوع واحد منها في الوجبة الواحدة، وتضم: اللحوم والدواجن والأسماك والقشريات والبقول الجافة. المجموعة الثالثة، وتتأرجح نسبة البيورين فيها من 15 الى 100 ملغ في كل 100 غرام. ومن بين هذه الأغذية نذكر: الرز والموز والخبز والكوسا والفاصولياء الخضراء والسبانخ وسمك المياه العذبة ولحم البقر. المجموعة الرابعة، وفيها من البيورين أقل من 15 ملغ لكل 100 غرام، ويمكن القول عنها انها أغذية آمنة وتضم هذه : اللبن والزبدة والجبن والحليب والجزر والتفاح والموز والمعكرونة والبطاطا والشوكولاتة والشاي والقهوة والمشروبات الغازية. وفي النوبات الحادة للنقرس يجب الامتناع عن الأكلات الدسمة والبقول واللحوم والأسماك خصوصاً السلمون والسردين والسلائب والملوخية وشوربة الأسماك واللحوم والباذنجان والقنبيط والبسلة والخرشوف والمخللات والتوابل والبهارات جلد الدجاج الفراولة والتوت والتين والعدس والبقوليات والمربيات الحاوية على بذور. في المقابل ينصح بعصير الليمون لغناه بالفيتامين سي الذي يساعد في اذابة الأملاح المترسبة في المفاصل، وبالتالي في تهدئة النوبة الحادة للنقرس. كما يوصى بعصير العنب الذي يعمل على تخفيف نسبة حامض البول في الدم. ولا يجب اغفال مغلي قشر التفاح، ومغلي عشبة الكركديه، وأكل الفجل والكراث والخيار والأناناس، وشرب عصير الجرجير وعصير الكرفس ومنقوع الزنجبيل والشاي الأخضر، فهذه كلها لا تخلو من الفائدة في نوبات النقرس الحادة. لقد وجد باحثون كنديون أن الإصابة بمرض النقرس تقل عند الرجال الذين يشربون كميات أكبر من القهوة، فشرب 4 فناجين أو أكثر يومياً يقلل من تعرض الرجال للنقرس بنسبة 40 في المئة، وعلى هذا الصعيد لا فرق بين القهوة الحاوية على الكافيين ونظيرتها الخالية من هذه المادة والتي ليست هي السبب، الذي قد يرجع الى غنى القهوة بمضادات الأكسدة.