رأى البطريرك الماروني نصر الله صفير أن اللبنانيين «منقسمون على نفوسهم في هذه الأيام»، ودعاهم الى أن «يعملوا كل شيء ليجمعوا صفوفهم وينشروا فقط خير الوطن وليس الخير الشخصي». وطالب صفير في عظته الأسبوعية في بكركي أمس، الدولة بأن تستجيب الى مطالب «بعضُ أرباب المدارس الخاصة المجانية التي تعوّدت أن تتقاضى من الدولة مرتباً ضئيلاً عن بعض الأولاد، لكن منذ سنوات لم تدفع الحكومة ما عليها»، مشيراً الى أن «هذا يرهق موازنة هذه المدارس، وهي لا تعرف كيف تتصرف. وقد تفكر في إغلاق أبوابها في وجه الطلاب». وأمام وفد من أمانة التربية في «حزب الوطنيين الأحرار»، اعتبر صفير أن «على الناس أن يختاروا الأصلح والذي يخدم الوطن الخدمات الجلة». وقال: «ليس علينا أن نعطيكم نصائح فان ضميركم الوطني يرشدكم الى ما يجب أن تقوموا به، والوطنيون الأحرار قد برهنوا دائماً على انهم الحزب الذي يتوخى خير الوطن وليس خير الأشخاص». واستقبل صفير عضو كتلة «القوات اللبنانية» النيابية جورج عدوان الذي أكد أن «كل الفرقاء اصبحوا مقتنعين بضرورة الذهاب الى الانتخابات النيابية بأجواء هادئة وديموقراطية»، معتبراً ذلك «خطوة نوعية ومسؤولية». وأكد عدوان أن قوى 14 آذار (مارس) ستخوض الانتخابات النيابية موحدة، مشيراً الى أن «من الطبيعي في ظروف الانتخابات هناك بعض الأشخاص لديهم مواقف ونحن نحترمها ونحترم موقف الوزير نسيب لحود، وهو من قادة 14 آذار وسيستمر في هذا الخط، وفي المتن تحديداً سيكون داعماً لقوى 14 آذار». واحتفلت أمس الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي بعيد الفصح. وعمت الصلوات الكنائس في مختلف المناطق اللبنانية. ورأى متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة في قداس الفصح في كاتدرائية القديس جاورجيوس في وسط بيروت، أن «الاستحقاقات تمر، وفي كل مرة نقول لعلها آخر التجارب وآخر الآلام، لكننا نستفيق على مشكلة جديدة وجرح جديد ونزف جديد»، لافتاً الى أنه «بعد التطاول على القوانين ثم على المواطنين وحياتهم وسلسلة الاغتيالات جاء دور الجيش، رمز الوطن وحاميه»، وسائلاً: «ما دام الجميع متفقين على الإدانة، لمَ لا يتكاتفون مع القيادة لكشف الفاعلين ومعاقبتهم؟». ودعا المسؤولين الى الاهتمام بمستقبل الشباب و «فتح الآفاق أمامهم وإعطائهم الفرص لا استزلامُهم وجعلهم من الأتباع الذين لا صوت لهم»، معتبراً أنه «قد تكون الانتخابات القادمة فرصةً لهؤلاء الشباب للتعبير عن أنفسهم»، وقال: «أشجع جميع المواطنين على القيام بواجبهم. أن تنتخب نائباً عنك يعني أن تختار وكيلاً عنك ليقوم بما يجب أن يقوم به في مجلس النواب من أجل مصلحتك أنت، المواطن. وعلى المواطنين أن يختاروا مَن يَرَوْنَهُم أكفاء للقيام بهذه الأعمال، بل الواجبات، لا من يدفعون لهم أكثر أو يُغدِقُون عليهم الوعود الأكبر، وليحاسبوهم بعد ذلك على أعمالهم». وأضاف: «بما انه يحق لمن بلغ الخامسة والعشرين من العمر أن يرشح نفسه للنيابة، فإن هذا الأمر ينطبق على كل اللبنانيين المتساوين أمام القانون، وليس حَكْراً على شخص دون الآخر أو فئةٍ دون الأخرى، ولا ضَيْرَ من فتح المجال أمام كل من شاء ترشيحَ نفسه وتمثيلَ مواطنيه، على أن نحاسبه بعد ذلك، إن حظي بتأييد المواطنين وثقتهم، على أعماله لا على عدد سنواته. وكما جاء على لسان أحد أبطال الأديب الفرنسي راسين فإنّ قيمة الإنسان لا تُقاس بعدد سنيه بل بإنجازاته وعقله الراجح وكرامته وعنفوانه». وخاطب المرشحين قائلاً: «حكّموا ضمائركم واحترموا ناخبيكم. احترموا عقلهم والكرامة ولا تظنوا أنّ الناخب سلعة تشترونها بالمال أو الهدايا أو الوعود. ولا تظنوا أنّ جميع المواطنين يُشرَون ويُباعون».