أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس، أنه سيزور غداً مجمّع «كايسونغ» الصناعي الواقع شمال الحدود بين الكوريتين، فيما وصلت الى بيونغيانغ ناشطات سلام، بينهنّ حائزتان لجائزة نوبل، لتنظيم مسيرة في المنطقة منزوعة السلاح بين الشطرين. وتدير الكوريتان المجمّع، وهو منطقة صناعية خاصة تقع على بعد كيلومترات إلى الشمال من الحدود المحصنة بين البلدين، تؤمّن نحو كل التبادل التجاري بين البلدين، والذي بلغ 2.3 بليون دولار العام الماضي. وقال بان: «جميع الأطراف سيستفيدون من انخراط والتزام متجددين بحوار حقيقي، وهذا أساسي لبناء الثقة وتشجيع العلاقات بين الكوريتين». وأضاف خلال منتدى تعليمي في كوريا الجنوبية: «مشروع كايسونغ هو نموذج رابح للكوريتين، وآمل بأن تعطي زيارتي دفعة إيجابية لمواصلة تطويره وتوسيعه الى مناطق أخرى. أعربت دوماً عن استعدادي لزيارة بيونغيانغ، إذا كانت مفيدة». بان الذي زار المجمّع عام 2006، حين كان وزيراً لخارجية كوريا الجنوبية، ومثّل بلاده خلال المحادثات السداسية التي أسفرت عام 2005 عن إبرام اتفاق لتفكيك الترسانة النووية الكورية الشمالية، قبل فشله، سيكون أول أمين عام للأمم المتحدة يزور المجمّع الذي افتُتح عام 2004. كما سيكون أول أمين عام للمنظمة الدولية يزور كوريا الشمالية، منذ بطرس بطرس غالي الذي عبر المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين عام 1993. وسيصبح بان الأمين العام الثالث للأمم المتحدة يزور الشمال أثناء توليه منصبه، اذ زار الأمين العام السابق كورت فالدهايم بيونغيانغ عامَي 1979 و1981. في غضون ذلك، وصلت الى بيونغيانغ حوالى 30 ناشطة، سيشاركن الأحد المقبل في مسيرة نادرة في المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين، وافق عليها الشطران. وبين المشاركين غلوريا ستاينم (81 سنة)، وهي شخصية بارزة في حركة الحقوق المدنية في الولاياتالمتحدة، وميريد ماغواير وليما غبوي الحائزتان جائزة نوبل للسلام، الأولى لدورها في إنهاء الصراع في إرلندا الشمالية، والثانية لمساهمتها في حركة السلام الليبيرية. وأثار تنظيم المسيرة جدلاً، اذ اتهم منتقدون الناشطات بالدعاية للنظام الكوري الشمالي. لكنهنّ يؤكدن أن هدف المسيرة هو أن تكون خطوة رمزية نحو إنهاء التوتر بين الكوريتين، لا تأييد سياسات أيّ من الجانبين. ووَرَدَ في بيان أصدرته الناشطات: «لا شيء في هذا العمل يعكس تفضيل حكومة أو أخرى. على العكس، وضعنا أولوية لمّ شمل عائلات، والمساواة والعدالة للنساء اللواتي يعشن على جانبَي المنطقة منزوعة السلاح، وإيجاد تسوية سلمية لخط التقسيم الوحيد المتبقي من الحرب الباردة».