راجع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس خطوات تنفيذ توسيع المجري الملاحي لقناة السويس المقرر افتتاحه مطلع آب (أغسطس) المقبل. وعلمت «الحياة» أن القاهرة تُحضر ل «احتفال عالمي» في الافتتاح، ووجهت الدعوة إلى رؤساء دول وشخصيات دولية بارزة. وأفاد بيان رئاسي بأن السيسي أطلع خلال اجتماع عقده أمس مع رئيس هيئة قناة السويس مهاب مميش على آخر معدلات العمل في مشروع القناة تمهيداً لافتتاحه في الموعد المُحدد. وأكد الرئيس «أهمية الانتهاء من كل أعمال التكريك وإعداد المجرى الملاحي الجديد ليكون جاهزاً لإبحار كل أنواع السفن طبقاً للقواعد والنظم البحرية العالمية، مع استكمال مجرى القناة الجديدة ووضع العلامات البحرية داخل المجرى الملاحي». وأوضح البيان أن مميش عرض خلال الاجتماع «خطة التكريك وإجراءات المتابعة، وكذا تطورات مشروع الاستزراع السمكي، والإجراءات التي تم اتخاذها بالالتزام بالمعايير البيئية، وتم عرض الدراسة البيئية التي تمّت حول المشروع»، مشيراً إلى أن «الرئيس وجّه خلال الاجتماع بمتابعة إجراءات الاستعداد لحفل افتتاح القناة الجديدة، بالتنسيق بين كل جهات الدولة على الوجه الأكمل وتحت إشراف هيئة قناة السويس التي ستتولى كذلك الإشراف على مشروع تنمية منطقة قناة السويس». واعتبر رئيس هيئة قناة السويس أن مشروع القناة الجديدة «هدية الشعب المصري إلى العالم، ودليل عملي على قدرة الشعب المصري على التحدي والعمل والإنجاز، إذ جاءت مكونات المشروع كافة من حيث الفكرة والقرار والتخطيط والتمويل والتنفيذ بأيدي وعقول مصرية». واجتمع السيسي في قصر الاتحادية الرئاسي بوزيري البيئة خالد فهمي والخارجية سامح شكري في حضور مميش. وأوضح بيان رئاسي أن الاجتماع «ركز على عرض الجوانب البيئية لمشروع قناة السويس الجديدة، وما تم إعداده من دراسات لتقويم الأبعاد البيئية، إضافة إلى خطط الإدارة البيئية للمشروع». وعرض وزير البيئة خلال الاجتماع «الإجراءات والخطوات التي تم القيام بها من خلال تشكيل لجنة وطنية لضمان الوفاء بالتزامات مصر الدولية والإقليمية طبقاً للمواثيق والمعاهدات الدولية»، فيما شدد السيسي على «دعم نشاطات الرصد البيئي وإنشاء منظومة متقدمة لضمان المتابعة الدورية للأبعاد البيئية لمشروع القناة الجديدة بالتعاون بين وزارة البيئة وهيئة قناة السويس والجامعات ومراكز البحث العلمي». وأكد وزير البيئة أن المشروع «سيحقق كثيراً من الجوانب الإيجابية للعالم، بينها الحد في شكل ملحوظ من الآثار البيئية لحركة الملاحة البحرية من خلال تيسير حركة الملاحة وتقليص ساعات انتظار السفن في القناة، فضلاً عن خفض كمية انبعاثات الغازات والأبخرة المتصاعدة من وقود السفن»، موضحاً أن «ظاهرة انتقال الكائنات البحرية، ظاهرة عالمية وفقاً لاتفاق التنوع البيولوجي الذي عقد مؤتمره الأخير في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي في كوريا الجنوبية، ومن ثم فلا يمكن منعها بالنظر إلى تغير المناخ وارتفاع درجة حرارة المياه، فضلاً عن الهجرة الموسمية لبعض الكائنات البحرية وكذا الحركة الطبيعية للمياه مع تيارات المد والجزر، ولكن يمكن إدارة هذه الظاهرة بحيث يتم تعظيم الاستفادة منها وتقليص سلبياتها إلى أقصى حد ممكن من خلال تطبيق النهج الوقائي الذي أوصى به المؤتمر».