أطلق نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي حملة للتوعية والمطالبة بوقف المعارك بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا في ولاية شرق دارفور، غرب السودان، والتي تجددت هذا الاسبوع بعد هدنة دامت أشهراً عدة. وتتقاتل القبيلتان على خلفية صراع قديم متجدد يربتط بملكية أرض منطقة الحواكير، وتعود جذوره الى الاستعمار الانكليزي قبل 1956 عندما قسم السودان إلى أقاليم. ويطلب النشطاء من الطرفين الاحتكام إلى العقل وحل الخلاف سلمياً، بعدما استخدمت القبيلتان أسلحة ثقيلة في المعارك التي قتل وأصيب فيها المئات، بحسب ما أوردت وسائل الإعلام المحلية. وطلب الاعلامي حامد الناظر عبر صفحته الشخصية في "فايسبوك" وقف العنف، وكتب: "أوقفوا حرب الأخوة في دارفور. أوقفوا الدم. انتصروا للمحبة". وكتبت بعثة الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي في دارفور (يوناميد) على حسابها الرسمي في موقع "تويتر": "يوناميد تدعو إلى ضبط النفس إزاء ارتفاع حدة التوتر بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا في شرق دارفور". وأكد القيادي في "حزب الأمة" المعارض محمد الحسن المهدي من جهته، في صفحته في "فايسبوك"، ان "جهوداً شعبية تأخذ طريقها لوقف القتال الدامي لكل الوطن بين المعاليا والرزيقات". وفي الوقت ذاته، نفذت مجموعة "صحافيون ضد العنف القبلي"، وهي مبادرة يقودها إعلاميون يعملون في مختلف وسائل الإعلام السودانية، الاسبوع الماضي، وقفة احتجاجية صامتة أمام قصر الرئاسة السوداني حملوا فيها شعارات "لا للحرب نعم للسلام" و"نطالب الرئيس بالتدخل لوقف هذا العنف" و"لا للصراع القبلي". ورفع نحو 100 شخص لافتات دعت إلى وقف الحرب، ووقفوا أكثر من ساعة أمام القصر. غير أن الرئاسة السودانية رفضت استلام المذكرة التي كانت المجموعة تعتزم رفعها اليها. وكتب الصحافي عوض الصديق بعد مشاركته في الوقفة الصامتة: "صحافيون سودانيون ذهبوا ليلفتوا انتباه الرئيس إلى الموت المجاني في دارفور... لكن القصر الرئاسي رفض استلام مذكرتهم وأوكل أمرهم للشرطة التي قامت بطردهم لأنهم لا يحملون تصديقاً لأداء واجبهم". وفشلت مبادرات عدة ومؤتمرات للصلح، كان آخرها "مؤتمر مروي" الذي عقد في شباط (فبراير) في شمال البلاد، وانتهى الى الفشل بعد رفض المعاليا التوقيع على الاتفاق احتجاجاً على فقرة تقول إن منطقتي "عديلة وابو كارنكا" اللتين تقطنهما القبيلة تتبعان إلى الرزيقات.