يبدو أن أمنية كوريا الشمالية في العام الجديد وهي هدم سور خرساني هائل يقسم شبه الجزيرة الكورية لن تتحقق أبدا.. لأن هذا السور غير موجود أصلا في الواقع. وأصبح ذكر كوريا الشمالية لهذا السور تقليدا غريبا كل عام بدأه مؤسس الدولة كيم إيل سونغ وظلت آلة الدعاية للزعيم، التي لا تجرؤ على تصويب أخطاء زعيم ملتزمة بهذا التقليد. توفي كيم قبل 15 عاما ويعتبر "الرئيس الخالد" للدولة. وتقسم منطقة منزوعة السلاح عرضها أربعة كيلومترات شبه الجزيرة الكورية بسور من الأسلاك الشائكة لكن لا يوجد هذا السور الخرساني الهائل كما تزعم كوريا الشمالية. لكن هذا الأمر لم يمنع صحيفة الحزب الحاكم في كوريا الشمالية اليوم من المطالبة بهدم السور لأنه "يتعارض تماما مع رغبة ومطلب الأمة والاتجاه السائد في الزمن الراهن." وظهرت فكرة وجود سور يفصل بين الكوريتين في آخر جبهة للحرب الباردة خلال سقوط سور برلين الذي كان رمزا لنهاية الحرب الباردة في أوروبا. وبعد أسابيع محدودة من بدء انهيار سور برلين عام 1989 قال كيم إيل سونغ في كلمة ألقاها في العام الجديد إن سول أقامت سورا خرسانيا هائلا لتقسيم البلدين وهما ما زالا في حالة حرب من الناحية النظرية. وقال محللون إن كيم زعم هذا الأمر لحشد الدعم لدولته نظرا لأن دعم حلفائه من الشيوعيين بدأ يتقلص. وفي ذلك الوقت كانت سول تسعى لإقامة علاقات رسمية مع الاتحاد السوفيتي الذي كان أكبر مصدر دعم لكوريا الشمالية. وقال كيم الذي تمكن من الاحتفاظ بالسلطة من خلال تحويل بلاده إلى واحدة من أكثر الدول انعزالا في العالم في كلمة للترحيب بعام 1990 إنه "سور الانقسام الوطني" الذي يمنع حرية الانتقال بين البلدين. وتناولت بعض التقارير الصحفية الدولية تصريحات كيم على أنها حقيقة مما دفع سول إلى دعوة الصحفيين والمراقبين بعد أسابيع قليلة للتوجه إلى المنطقة المنزوعة السلاح ليروا بأنفسهم أن هذا السور لا وجود له. وذكر محللون أن مسؤولي كوريا الشمالية ربما يكونون قد لمحوا حواجز من الصهاريج الخرسانية التي أقيمت إلى الجنوب من جهتها من المنطقة المنزوعة السلاح وافترضوا أن سول تقيم سورا يمتد بطول الحدود. وأقيمت المنطقة المنزوعة السلاح بموجب الهدنة التي أنهت القتال في الحرب الكورية التي دارت منذ عام 1950 وحتى 1953 . ورسمت وسائل الإعلام الرسمية لكوريا الشمالية صورة حية لسور ليس له وجود. وتقول إن ارتفاع السور الحدودي بين خمسة وثمانية أمتار وإن سمكه 19 مترا وإن "العصبة العسكرية الفاشية لكوريا الجنوبية" هي التي أقامته.