اعتبر العلامة السيد علي الأمين، أن سبب التأخير في انتخاب رئيس للجمهورية حتى اليوم، هو الخلاف على تبعية الرئيس الجديد لهذا الفريق أو ذاك. وشدد العلامة الأمين في حديث الى «صوت لبنان»، على أنه «ما من خلاف بين اللبنانيين على الثوابت المشتركة، لا سيما العيش المشترك، وهم مجمعون على أن تكون لهم دولة قانون ومؤسسات»، لكنه ردّ الخلاف الى ضعف الدولة في تطبيق القوانين، والى وجود سلاح غير شرعي ترك شللاً في أكثر من موقع. وعن مدى مساهمة الحوار بين «تيار المستقبل» و «حزب الله» في خفض الاحتقان المذهبي، قال الأمين إنه «حين تضعف المؤسسات يصبح الحوار خارجها وسيلة لخفض الاحتقانات، حتى لو لم يعالج الأمور الجذرية»، لكنه اعتبر أنه لا بد من حوار داخلي. ودعا الى إخراج الحوار المختزل بين فريقين من الدائرة المذهبية والطائفية الى الدائرة الوطنية الأوسع، مشيراً إلى أن «المستقبل» ليس تياراً لطائفة معينة، وهو يمثل رؤية لبنانية عامة حول بناء دولة المؤسسات والقانون. ورأى أن «الصراعات الخارجية في العراق واليمن تنعكس على التوترات المذهبية في المنطقة، ولذلك دعونا أكثر من مرة إيران إلى أن تغيّر سياستها في المنطقة، وأن تجري حواراً مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج، لخفض الاحتقان الطائفي». وأضاف: «إيران دولة كبيرة في المنطقة وقوية، ويجب أن تعطي تطميناً لدول الخليج التي هي بوابتها على العالم العربي والإسلامي، ومصلحتها أن يكون الخليج آمناً ومستقراً. وإذ كرّر انتقاد تدخل «حزب الله» في سورية، رأى أن «لا مرجعيات دينية قالت إن القتال في سورية جهاد ديني، فقيادة الحزب ليست مرجعية دينية، وتدخله وغيره في سورية صبغ الصراع على أنه مذهبي، وهذا أضرّ بلبنان والحزب الذي لم تكن هذه صفته سابقاً، بل كانت صفته جهادية في مواجهة العدو الإسرائيلي. وأكد أن «ليست مسؤولية الحزب أن يدفع الخطر عن الحدود، بل هي مهمة الجيش وأن يكون الحزب وراءه». وعن الحوار بينه وبين «حزب الله» والأطراف الشيعية الأخرى، ذكّر بمدّ اليد للحوار في الطائفة الشيعية «ولم نلقَ آذاناً صاغية، وطالبنا بمؤتمر على غرار مؤتمر الحجير، يجمع سياسيي الطائفة ليسمعوا كل الآراء... لكن الآحادية طغت واعتبروا أن ما يقومون به هو العمل الصحيح، وبالعكس تم إقصاء أصحاب هذه الدعوات». وقال «إن منطق المحاصصة في الدولة منحهم وكالة حصرية عن الشيعة، وحُصرت كل خدماتها بالثنائي الشيعي (أمل وحزب الله)، ورؤية «حزب الله» اختزلت الطائفة ولم يعد من دور للآخرين. وعربياً، الخطأ كان التسليم بآحادية تمثيل إيران والحزب للشيعة، بينما نحن خالفنا السياسة الإيرانية منذ الثمانينات، وقلنا إنها سياسة خاطئة وتفكّك مجتمعاتنا، فالطائفة والمذهب أوسع من أن يمثلهما حزب أو إيران».