اتهم المرجع الشيعي اللبناني السيد علي الأمين، حزب الله بأنه المتسبب فيما تشهده الساحة اللبنانية من أعمال عنف، تأتي ارتدادا لاصطفاف الحزب خلف نظام دمشق ومشاركته قوات الأسد في الحرب الدائرة هناك، مفيدا بأن الحزب بذلك "ينحر نفسه وغيره ووطنه باستمراره في التدخل في سورية". وفي حوار مطول مع "الوطن"، هاجم الأمين بشدة حزب الله، موضحا أنه يقود الدولة اللبنانية إلى "الهاوية"، على حد وصفه. الأمين، ركز خلال حديثه على الكثير من النقاط، جاء في مقدمتها التهميش الذي تعانيه المعارضة الشيعية، مطالبا لبنان الدولة باحتضانها؛ لكسر احتكار التمثيل الشيعي الذي يسيطر عليه كل من حزب الله وحركة أمل. ودعا العلامة اللبناني الذي اشتكى من أن مكتبه في دار الإفتاء ما يزال محتلا ممن أسماهم "قوى الأمر الواقع المسلحة" إلى دمج مقاتلي حزب الله في "مؤسسة الجيش"، لكون أسباب المقاومة التي كان يعلق بها الحزب تمسكه بسلاحه "انتفت". وألمح المرجع الشيعي البارز، إلى أن الإيرانيين باتوا يتنصلون من المسؤولية خلف الزج بحزب الله في الحرب السورية، فيما أكد أن ساسة طهران في المقابل يبحثون عن طريقة لإخراج الحزب من هذه الورطة، إذ إن تدخله جاء بدافع سياسي لا بدافع ديني.
شن العلامة اللبناني السيد علي الأمين، هجوماً عنيفاً على حزب الله واتهمه بأنه يقود لبنان في طريق الهاوية، منتقداً تدخله في الحرب السورية. وشدَّد على أن ما تشهده لبنان حالياً من أعمال عنف متزايدة سببها الأول هو قتال الحزب المذهبي إلى جانب النظام السوري، وأن خروجه هو أولى الخطوات لإنهاء الاحتقان الطائفي في لبنان، خصوصا والمنطقة عموماً. وطالب الأمين الدولة اللبنانية باحتضان المعارضة الشيعية لكسر احتكار حزب الله وحركة أمل للتمثيل الشيعي في لبنان. كما طالب بدمج مقاتلي حزب الله في الجيش اللبناني "نسبة لانتفاء الأهداف الداعية للمقاومة" - حسب تعبيره -، وإلى تفاصيل الحوار: سقوط مصطلح المقاومة بعد انفجار المستشارية الثقافية الإيرانية على تخوم ضاحية بيروتالجنوبية تمسك وزراء الثامن من آذار بإدراج ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة في البيان الوزاري، كيف ترى هذا الأمر مع تصاعد وتيرة التفجيرات في لبنان وبدء معركة يبرود بمشاركة حزب الله؟ لا تناسب هذه الصيغة المرحلة الحالية. ويجب على فريق الثامن من آذار التنازل عن هذا الأمر لتسيير أمور السلطة التنفيذية بهدوء. كما أن هذه الثلاثية التي كانت أحد أسباب الخلاف في الماضي لم تقدم شيئاً للبنان واللبنانيين! لذلك يمكن للفرقاء في الحكومة الاتفاق على صيغة معينة لحل الخلافات القائمة، تعتمد مرجعية الدولة في مواجهة الاحتلال والإرهاب بالعمل على بسط سلطتها الوحيدة على كامل الأراضي اللبنانية، وهذا عنوان يمكن للقوى السياسية الالتقاء حوله.. فمفهوم المقاومة سقط فعلياً بعد حرب عام 2000 وطرد الاحتلال الإسرائيلي من جنوبلبنان. ومنذ ذلك التاريخ، لم يكن هناك عمل مقاوم حسب تعريف المقاومة المتعارف عليه، لأن المقاومة عمل يومي جهادي متواصل لطرد المحتل. لا تقتصر على عمليات سنوية أو شهرية. إنها ليست جيشا احتياطيا. لذلك من المغالطة القول بأن المقاومة تحمي الوطن! ولقد طرد المحتل من أراضي الجنوب باستثناء مزارع شبعا، التي دخلت مسألة تحريرها تحت غطاء الأممالمتحدة. الانتحار السياسي هذا ما أشار إليه حسن نصر الله في خطابه الأخير متمنيا عودتهم إلى بيوتهم. هل هذا الكلام دقيق أم للاستهلاك الإعلامي؟ ليس من الصعب تحقيق هذه الأمنية. ويستطيع نصر الله تقرير هذا الأمر بدمج مقاومة حزب الله في الجيش اللبناني. وكلامه يحتاج إلى تطبيق لإنهاء الخلاف حول هذا الأمر، الذي سيكون لحصوله انعكاس إيجابي على الجيش اللبناني، لأنه سيصبح أقوى بانضمام المقاومة إلى صفوفه، ما سيخوله رد الاعتداءات الإسرائيلية المتوقعة. حذرت من انتقال المشهد السوري إلى لبنان. في الوقت الذي يحشد فيه حزب الله عناصره للسيطرة على مدينة "يبرود". فما هي تداعيات هذه المعركة؟ هل ستقودنا إلى المجهول الأمني والسياسي؟ يأخذنا تدخل حزب الله في سورية إلى المجهول. وهو يقدم على الانتحار، وينحر نفسه وغيره ووطنه باستمراره التدخل في سورية. لذلك يجب أن ينسحب عاجلاً من القتال هناك، حيث لم يحصد من تدخله سوى المزيد من سوء السمعة في الداخل اللبناني والعالمين العربي والإسلامي، والمزيد من الخسائر التي تنعكس على كل لبنان بانتقال الأحداث السورية إلى أرضنا! تشير بعض التحليلات السياسية إلى أن حزب الله يسعى لأن تكون له يد عسكرية في سورية بعد سيطرته على القصير ويبرود للوقوف في وجه من يريد نزع سلاحه في الداخل اللبناني. هل توافق على هذا التحليل؟ لا يستطيع حزب الله حماية نفسه بعد نجاحه في حماية نظام الأسد. في تلك اللحظة سيفقد حزب الله مصداقيته، وستسقط الشعارات التي رفعها، وسيتراجع حجم التأييد له في سورية وخارجها، وعلى كل حال نحن لا نرى أن حزب الله يسعى بتدخله في سورية لحماية نفسه أو بلده لأنه لم يكن هناك خطر عليه، بل الذي دفعه للتدخل في سورية هو العلاقة الاستراتيجية القائمة بين إيران والنظام السوري. رفض المذهبية إذا نظرنا إلى العمليات الانتحارية في لبنان فسنجدها موقعة من جبهة النصرة أو كتائب عبدالله عزام: فهل نحن في مرحلة التقاتل الإسلامي – الإسلامي؟ وما انعكاسات هذا الأمر على لبنان؟ التقاتل الإسلامي – الإسلامي حاصل، لأن سورية أصبحت أرضاً يستدرج إليها المتصارعون المسلمون من مختلف أنحاء العالم. وللأسف أصبح حزب الله جزءاً من هذا الصراع. وهناك تخوف من امتداد هذا الصراع إلى الأراضي اللبنانية مع الفرقاء الآخرين. على صعيد آخر، نحن لا نتقاطع مع الأحزاب السلفية في موقفها من حزب الله. نحن نرفض تدخله في سورية ونطالبه بالانسحاب العاجل والفوري من هناك لوضع حد لمثل هذه الصراعات والنزاعات التي تنتقل إلى الساحة اللبنانية. نحن لا نتفق مع منطلقات الخلاف بين السلفيين وحزب الله الطائفية أو المذهبية أو العقائدية لأنها تزيد من عوامل التقسيم في الأمة الواحدة. لكن تدعي هذه الجماعات بأن قتال حزب الله في سورية سبب اشتعال فتيل الأزمة بين الطرفين؟ حزب الله لا يمثل المذهب الشيعي والطائفة الشيعية في لبنان أو العالمين العربي والإسلامي. بل يمثل نفسه وأتباعه وأنصاره. والطائفة الشيعية ليست مسؤولة عن ما يقوم به في سورية وغيرها لأنه ليس مرجعية دينية! لكن للأسف لا تعترض الطائفة الشيعية على ما يقوم به؟ عدم الاعتراض لا يعني الموافقة على ما يقوم به، فإن الدولة اللبنانية بكل إمكاناتها لم تستطع الاعتراض على ما يفعله، في الوقت الذي يتوجب عليها حماية الحدود ومنع دخول السلاح والمسلحين من وإلى أراضيها. للأسف الدولة اللبنانية بمؤسساتها الأمنية والعسكرية والسياسية عاجزة عن القيام بدور الاعتراض والمنع! وبالتالي كيف يمكن للطائفة الشيعية التي ليست لها سلطة فعل ذلك؟! الدولة اللبنانية غير راضية عن ما يقوم به حزب الله، الذي ذهب رغما عن إرادتها إلى سورية، وهي التي أعلنت نأيها عن الصراع الدائر على الأراضي السورية! ومن هنا نقول يجب انتقاد حزب الله بملاحظة سلوكه دون النظر إلى انتمائه الديني، لأنه حزب سياسي وليس مرجعية دينية. موقف سياسي كيف ذلك وحزب الله يستخدم مفردة "التكليف الشرعي" في الانتخابات والدعوة للقتال في سورية؟ أي يستخدم الدين لاستقطاب جمهوره العريض وتنفيذ أجندته السياسية؟! يلتزم أنصار حزب الله وأتباعه فقط بما يقال لهم من تعليمات حزبية يسبغ عليها عنوان الشرعية الدينية، والطائفة الشيعية لا ترجع إليه في فتاواها الدينية لأنه ليس مرجعية دينية لها، ولا يعطيها براءة الذمة شرعاً في الذهاب إلى القتال على الأراضي السورية، هو مرجعية حزبية، فهذا الذي يذهب وفقاً لرأي نصر الله يذهب وفق إرادة حزبية ولا يذهب وفق رؤية دينية صادرة عن المرجعية الدينية. لذلك قلنا إن المرجعية الدينية للشيعة يجب أن يصدر عنها رأي ديني يمنع ذهاب المسلمين للتقاتل على الأراضي السورية. الرؤية الحزبية عند حزب الله تقول إن مواقفهم السياسية ناشئة من المواقف الدينية، لكن هذه المواقف الدينية لا يحددها الحزب، بل تحددها المرجعية الدينية العليا، وهي موجودة في النجف في العراق، ولم يصدر عنها ولا عن غيرها من المؤسسات الدينية في لبنانوإيران فتوى دينية بشرعية القتال على الأراضي السورية، وحتى الذين يرجعون إلى خامنئي في إيران يقولون إنه لم تصدر منه فتوى دينية بالمشاركة في القتال، وإنما هو موقف سياسي من النظام الإيراني في الوقوف إلى جانب النظام السوري انطلاقاً من التحالف السياسي بينهما. يتهم البعض الطائفة الشيعية المؤيدة لحزب الله في لبنان بتأييد ولاية الفقيه في إيران، فإلى أي حد يضعها هذا الأمر في أزمة مع الآخر؟ تؤمن الطائفة الشيعية مثل باقي الطوائف اللبنانية بانتمائها الوطني إلى لبنان والعيش المشترك والوحدة الوطنية. وهي لا ترتبط بولاية الفقيه ولا بالنظام السياسي المنبثق عنها، لكن ينطبق على الطائفة الشيعية المثال التالي: يخطف أحدهم طائرة فيتكلم باسم المخطوفين، مدعياً بأن ما يقوله يعبر عن رأيهم! هذا ما يفعله حزب الله مع الطائفة الشيعية! ورغم وجود السلاح والمال، حصل الحزب على ما دون النصف في الانتخابات النيابية الأخيرة، أي يمثل حزب الله أكثرية سياسية ضمن الأقلية! رغم التحالف مع الفريق الشيعي "حركة أمل"؟! إنه تحالف مصالح. فحركة أمل تسعى للحفاظ على مواقعها ومصالحها فتوافق على سياسة الحزب دون أن تعارضه. لكن لا يمكن اختزال طائفة كاملة بحزب سياسي، فمهما بلغ حجم حزب الله الناتج عن تحالفه مع حركة أمل والمؤسسات الدينية مضافاً إليه قوته العسكرية فهذا لا يعني أنه يمثل الطائفة الشيعية في لبنان! إقصاء الآخر لماذا تبدو المعارضة الشيعية ضعيفة وهشة ولا تتمتع بقاعدة شعبية واسعة مثل حزب الله؟ المعارضة الشيعية موجودة، لكنها غير ظاهرة لأسباب عديدة، أهمها عدم احتضانها من الدولة اللبنانية والفرقاء الذين تقاسموا السلطة في الحكومات المتعاقبة، التي أعطت حزب الله وحركة أمل وكالة حصرية للطائفة الشيعية، فانحصرت كل خدمات ومصالح الطائفة الشيعية في يد هذا الثنائي، وعندئذٍ كيف يمكن للمعارض الشيعي الوصول إلى مواطنيه؟ أنا مثلاً لم أتمكن من الذهاب إلى الجنوب منذ أحداث السابع من مايو 2008 إلى اليوم. ولا يزال مكتبي في دار الإفتاء في مدينة صور محتلاً من قوى الأمر الواقع المسلحة. على الرغم من وجود الدعاوى القضائية. لذلك لن يقترب الشيعي اللبناني من المعارضة عندما يجد أن الدولة اللبنانية تحصر كل خدماتها بالثنائي "حزب الله وأمل"، وعندما يجد الدولة اللبنانية عاجزة عن الدفاع عن علي الأمين وغيره من الذين أعلنوا عن المعارضة للثنائي لسياسة حزب الله وحركة وأمل. ما خطورة هذا الأمر؟ سيطرة حزب الله وحركة أمل على الطائفة الشيعية، ثم امتداد هيمنتهما إلى كل مفاصل الدولة. وقد حذرنا فريق الرابع عشر من آذار من إعطاء حزب الله وحركة أمل وكالة حصرية باسم الشيعة. وهذا ما دفعنا لسؤالهم: كيف تريدون بناء الدولة مع الذين أسقطوها؟ يجب على من يريد أن يبني الدولة معكم الالتزام بمشروع الدولة. وهذا ما نادينا به منذ الثمانينات إلى اليوم. إلا أن الدولة لم تتمكن من حمايتنا عندما أعلنا رأينا أمام الناس. ولم تمنع القوى المسلحة من الهجوم علينا! باختصار، لا تكمن المشكلة في المعارضة الشيعية بل في الدولة اللبنانية، التي لم تحتضن الرأي الآخر ولم تمنع توجيه السلاح إليه. البحث عن مخرج قلت في تصريح صحفي "إن حزب الله يشعر بالتوتر لذلك يلقي بتهم التطرف على الآخرين". هل هو بمأزق عسكري أم سياسي أم شعبي؟ حزب الله بدأ يبحث عن مخارج لتورطه في سورية. لذلك يحاول أن يبرر تدخله بإلقاء تهم التطرف والإرهاب على الآخرين. وهذا لا ينفي واقع التطرف والإرهاب لدى الآخرين ممن يقتلون المدنيين في العمليات الانتحارية. هذه أعمال إرهابية، حيث لا يبرر تدخل حزب الله العسكري في سورية قتل المدنيين الأبرياء في أي مكان سواء في لبنان أو غيره. ونحن نرى أن حزب الله بدأ يشعر بحجم خسارة رصيده في العالم العربي والساحة اللبنانية، مضافا إلى خسارته لعناصره وكثير من أفراده. وهذا كله سيرتد عليه بشكل سلبي. من هنا ندعو الحكومة والدولة اللبنانية إلى مساعدته في إيجاد مخارج لانسحابه. هل يستطيع أن يخرج حزب الله بقراره الفردي والخاص؟ نعم. يمكن له العودة كما ذهب. والآن تبحث إيران في هذه المرحلة عن طريقة لإخراجه. وكانت لافتة تصريحات بعض الساسة الإيرانيين مؤخراً بأن الحزب ذهب إلى سورية من تلقاء نفسه دون استشارتنا، متنصلين من تحمل أعباء دخوله إلى حلبة الصراع السورية! وهذا الكلام يسقط فرضية ادعاء حزب الله التكليف الشرعي التي استعملت لتغطية قتال عناصره في سورية. إذا هذا الأمر برمته تدخل سياسي وليس دينياً! وعموما يمكن لحزب الله إقناع صاحب قرار دخوله الحرب السورية، معتمداً على النتائج السلبية التي جناها في لبنان والمنطقة. ما هي الحقيقة من وجهة نظرك: هل يقاتل الحزب في سورية بقراره الخاص؟ لا يمكن للحزب أن يتخذ قراراً بهذا الحجم دون موافقة إيران على ذلك والحصول على تغطية منها. لذلك أعتقد أنه يفكر جدياً في الخروج بعد الانعكاسات السلبية على الساحة اللبنانية وتراجع سمعته في المنطقة والعالم العربي. خطوة تاريخية ثمنت دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، عند تأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية. ما أهمية الحوار الإسلامي - الإسلامي اليوم بين مختلف المذاهب؟ خطوة خادم الحرمين الشريفين مهمة وتاريخية، بسبب الاحتقان الطائفي والمذهبي غير المسبوق في عالمنا العربي والإسلامي، حيث تقع المسؤولية بالدرجة الأولى على ولاة الأمر في التصدي لهذه المؤامرة التي تستهدف تفتيت الأمة من داخلها، عبر إيجاد صراعات بين مختلف مكوناتها. لذلك يجب تفعيل الدعوة لإجراء حوار بين المذاهب اليوم قبل الغد. ومن ناحية أخرى أثمن قرار خادم الحرمين الشريفين الأخير بمعاقبة من يذهب للقتال في سورية، لأنها ستضعف حركات التطرف. وأتمنى أن يحتذي حكام الدول العربية والإسلامية بقرار الحكومة السعودية وتحديداً العراقوإيرانولبنان، حتى يسدوا الطريق أمام التدخلات في الأراضي السورية. ويبقى من المهم بالنسبة لنا في لبنان أن يعلن حزب الله بكل شجاعة وجرأة انسحابه من القتال في سورية، لإيقاف نزف الدماء اللبنانية هناك، وإزالة الاحتقانات الطائفية والمذهبية من لبنان والمنطقة. بعد 10 أشهر من الانتظار وصل الرئيس تمام سلام، إلى القصر الحكومي فهل ستستطيع "حكومة المصلحة الوطنية" أن تكون كذلك؟ يمكن أن تسبغ الحكومة الجديدة شيئاً من الأجواء الهادئة على الفرقاء اللبنانيين. ويمكن أن تخفف من حدة الخلافات السياسية بين مختلف الأطراف. لكنها لن تكون أفضل من الحكومات السابقة في إدارة شؤون البلد سواء في الملفات السياسية أو الخارجية أو الداخلية. هي حكومة يمكن أن تخدم دون أن تحكم. كيف ذلك؟ يمكن للأطراف الموجودين في الحكومة الاتفاق على خدمة المواطنين اللبنانيين، لكنها لا تستطيع بسط سيادة الدولة والقانون على كامل الأراضي اللبنانية. هذا أمر صعب المنال في ظل عدم قدرتها على ضبط السلاح المنتشر في كل الأراضي اللبنانية سواء الفردي أو الموجود مع التنظيمات المسلحة. لذلك من الصعب على هذه الحكومة أن تحكم في ظل انتشار السلاح، وستبقى عاجزة عن فرض سلطة القانون على كامل الأراضي اللبنانية.