بورت أوف سبين – «الحياة»، رويترز، أ ف ب – اعتبر قادة أميركا اللاتينية المشاركين في «قمة الأميركتين» التي اختتمت في ترينيداد وتوباغو أمس، أن العلاقات مع كوبا ستشكل اختباراً رئيسياً لإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في توجهاتها الجديدة حيال القارة، فيما ألقت واشنطن الكرة في ملعب هافانا. ولم تُدعَ كوبا الى المشاركة في القمة، إذ أنها ليست عضواً في «منظمة الدول الأميركية» التي طردتها عام 1962. وقال الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا ان «العلاقات مع كوبا ستكون دلالة مهمة على عزم الولاياتالمتحدة التواصل مع المنطقة». وأضاف: «لا مكان في قارتنا لسياسات العزلة»، في إشارة الى الحصار الأميركي المفروض على كوبا منذ العام 1962. وأكد وزير الخارجية البرازيلي سيلسو اموريم ان العلاقات مع كوبا ستشكل اختباراً رئيسياً للولايات المتحدة، داعياً الى «حوار مباشر» بين واشنطن وهافانا. واعتبرت رئيسة تشيلي ميشيل باشليه ان القمة كانت «مذهلة، ونعتبرها بداية علاقة جديدة». أما الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز فقال: «بدأنا التحدث مع أوباما، واعتقد أننا انطلقنا في بداية جيدة». وأضاف ان على اوباما ان «يتحرك بسرعة نحو ما وصفه بعلاقة جديدة مع كوبا، تقوم على الاحترام ولا تكون مشروطة». واقترح عقد القمة المقبلة للأميركتين في هافانا. وكان تشافيز صافح أوباما بحرارة وهو يقول له بالإنكليزية: «أريد أن أكون صديقك»، كما أهداه كتاباً بعنوان «الشرايين المفتوحة لأميركا اللاتينية» للروائي اليساري إدواردو غاليانو من الأوروغواي. وأرفق تشافيز الكتاب بعبارة: «الى أوباما مع المودة»، فيما قال الرئيس الأميركي مازحاً: «ظننت انه أحد كتب تشافيز، كنت سأعطيه واحداً من كتبي». وأعلن تشافيز بعد اتصاله بوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، انه عيّن روي تشادرتون وزير الخارجية السابق، سفيراً لكراكاس في واشنطن، بعدما كان سحب سفيره وطرد السفير الأميركي في أيلول (سبتمبر) 2008 لخلاف حول النشاطات الأميركية في بوليفيا. وفي واشنطن، أفادت وزارة الخارجية الاميركية بأن إدارة اوباما «ستعمل الآن» على إعادة سفيرها الى كراكاس. لكن هذه الأجواء الإيجابية لم تمنع مجموعة «ألبا» (بوليفيا وفنزويلا وهندوراس ونيكاراغوا وكوبا والدومينيكان) من رفض توقيع البيان الختامي للقمة، في حال لم يُعدّل لجهة التضامن مع كوبا، ولأنه لا يقدم حلولاً ملموسة للأزمة المالية العالمية. وفي حال رفض دول معينة توقيع البيان، فقد يحمل توقيع تلك التي توافق عليه فقط أو لا يصدر أبداً، ما يشكل سابقة في تاريخ قمم الأميركتين التي تتبنى البيان الختامي بالتوافق. وكان أوباما أبدى في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للقمة، تطلعه الى «بداية جديدة» للعلاقات مع كوبا، مشترطاً في المقابل ان تجري هافانا إصلاحات سياسية، وهو شرط عرقل أي تقارب في الماضي. وقال الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس ان كرة تحسين العلاقات بين واشنطن وهافانا هي في الملعب الكوبي. وأضاف ان «الأفعال تنطق دائماً بقوة أكثر من الكلمات، بصرف النظر عن طول الخطابات. نحن ننتظر بفارغ الصبر رؤية ما ستقدم عليه الحكومة الكوبية». وكان الرئيس الكوبي راوول كاسترو أعلن استعداده لمحاورة الولاياتالمتحدة «حول كل شيء، بما في ذلك حقوق الإنسان وحرية الصحافة والسجناء السياسيين».