اتهم وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل أمام وفد عسكري صيني بارز حضر في سنغافورة أمس منتدى «حوار شانغري لا» الأمني السنوي في منطقة آسيا - المحيط الهادئ، بكين باعتماد «إجراءات تزعزع الاستقرار» في بحر الصين الجنوبي، الذي تطالب ب «السيادة الكاملة» عليه في وقت تواجه نزاعاً حدودياً آخر مع اليابان على جزر في بحر الصين الشرقي. لكن هاغل أكد أيضاً مواصلة الجهود لإنشاء «نموذج جديد من العلاقات مع بكين يشمل التعاون العسكري، لأننا نحاول توسيع الازدهار والأمن لكل أمم المنطقة». وستنضم سفن صينية للمرة الأولى هذا الشهر إلى تدريبات بحرية سنوية تقودها الولاياتالمتحدة في المحيط الهادئ، ويشارك فيها 23 بلداً و49 سفينة و6 غواصات وأكثر من 200 طائرة و25 ألف عنصر. وحذّر هاغل من أن واشنطن لن تبقى مكتوفة الأيدي إذا تعرّض النظام العالمي لتهديد، فيما ردّ نائب رئيس الأركان الصيني وانغ غوانزونغ، الذي التقى هاغل لاحقاً، بأن خطاب الأخير «مليء بالتحريض والتهديدات والترهيب، والأسوأ أنه تضمّن اتهامات علنية لا أساس أو مبرر لها». وزاد: «في منتدى مماثل تعتبر لهجة هاغل غير مقبولة، لأنها تحرّك عوامل عدم الاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وتثير القلق». ويلقي وانغ كلمة أمام المنتدى اليوم. وقال هاغل: «في الأشهر الأخيرة اتخذت الصين إجراءات أحادية لتأكيد مطالبها في بحر الصين الجنوبي زعزعت الاستقرار، بينها فرض قيود على تحرّك سفن فيليبينية، كما طالبت بالسيادة على أماكن عدة وأقامت منصة للتنقيب عن النفط في مياه متنازع عليها مع فيتنام». وزاد: «في وقت تقف الولاياتالمتحدة على الحياد في النزاعات الحدودية القائمة في المنطقة، تعارض بشدة لجوء أي دولة إلى الترهيب أو الإكراه أو التهديد باستخدام القوة لتأكيد هذه المزاعم. وهي تلتزم الدفاع عن أصدقائها وحلفائها في آسيا، ولن تغض النظر عن انتهاك مبادئ أساسية للنظام العالمي، أو أي محاولة لإعاقة حرية تنقّل سفن أو مركبات عسكرية أو مدنية، أياً كان حجم الدولة». وتصاعد التوتر أخيراً في بحر الصين الجنوبي الذي تطالب أربع دول آسيوية هي بروناي وماليزيا والفيليبين وفيتنام بأجزاء منه. واتهمت فيتنام سفناً حربية صينية بتصويب أسلحتها على سفنها خلال مواجهة قرب منصة للتنقيب عن النفط في مياه متنازع عليها، كما سجلت حوادث صدم متعمّد من الجانبين. وبعدما فقدت الفيليبين السيطرة على مناطق غنية بالأسماك في سكاربورو إثر مواجهة مع الصين في 2012، اتهمت بكين الشهر الماضي بتنفيذ نشاطات على نطاق واسع للمطالبة بمنطقة جونسون ساوث ريف، تمهيداً لبناء أول مدرج جوي لها في المنطقة المتنازع عليها. وطالبت مانيلا محكمة تابعة للأمم المتحدة في آذار (مارس) الماضي برفض مطالبة الصين ب70 في المئة من بحر الصين الجنوبي، فيما امتنعت بكين عن المشاركة في الإجراءات القانونية أمام الأممالمتحدة. إلى ذلك، تعهّد هاغل تقديم مساعدة لليابان من أجل لعب دور أكبر في الحفاظ على الأمن في آسيا، علماً أن الصين أعلنت العام الماضي إنشاء منطقة دفاع جوي في البحر الشرقي بينها مناطق خاضعة لليابان، التي كشفت الأسبوع الماضي تحليق مقاتلتين صينيتين قرب طائرتين تابعتين لها فوق مياه تشملها منطقة الدفاع الجوي الصينية، التي لا تعترف طوكيو بها. وكان رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أعلن في افتتاح المنتدى أول من أمس، أن بلاده ستلعب دوراً «أكثر فاعلية» في أمن آسيا، في وقت تعمل حكومته لتعديل قوانين تنظّم عمل القوات المسلحة. كما تعهّد هاغل تقديم مساعدة إلى دول تنتقل إلى الديموقراطية، خصوصاً ميانمار، لكنه قال إن واشنطن ستراجع علاقاتها مع دول تفرض قيوداً على الحريات.