عززت قوات الجيش العراقي والأجهزة الأمنية إجراءتها لحماية الحقول والآبار والمنشآت النفطية جنوب البلاد، بالتزامن مع أستعداد وزارة النفط لتوقيع عقود مع الشركات العالمية التي فازت في جولة التراخيص الثانية. وفيما رفضت وزارتا الدفاع والداخلية وقادة الفرق العسكرية في المحافظات الجنوبية، الكلام في الموضوع مؤكدين «وجود توجيهات بوقف التصريحات الأمنية حول قضية الفكة»، قال مصدر في الحكومة المحلية في محافظة البصرة ان «القوات العراقية اتخذت إجراءات أمنية مشدَّدة لحماية الحقول النفطية الحدودية». وأضاف المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه ان «الخطوة جاءت للحيلولة دون تكرار ما حصل في حقل الفكة ولطمأنة الشركات العالمية التي ترغب في الاستثمار في القطاع النفطي». وكانت قوات ايرانية احتلت في 18 الشهر الجاري البئر النفطية رقم 4 الذي ادرج في جولة التراخيص قبل أكثر من اسبوعين. وسبق لوزارة النفط ان ارسلت العام الماضي مذكرة إلى الخارجية تبلغها ان «قوات عسكرية وجهات ايرانية تعتدي بصورة متقطعة على مواقع نفطية، على رغم ان هناك لجاناً مختصة لتحديد الآبار المشتركة». وأضاف المصدر ان «الأجهزة الأمنية اتخذت إجراءات من شانها تأمين الحماية للمستثمرين وللحقول الموجودة قرب الحدود مع ايران او الكويت». وأوضح انه «تم اعتماد المسح الجوي لكل المواقع النفطية الحدودية، وتأمين التجهيزات اللازمة من اسلحة ومعدات لقوات الحدود والجيش والشرطة». وتابع انه « تم وضع خطط امنية تخضع للتقويم والمراجعة كل أسبوع للتأكد من فاعليتها». إلى ذلك، أكد مدير «مركز الاعلام الاقتصادي» ضرغام محمد علي أن «احتلال قوات ايرانية لحقل الفكة النفطي ومن ثم انسحابها وبقاؤها في الاراضي العراقية يعطي اشارات سلبية للشركات النفطية المستثمرة». واعرب في تصريح الى «الحياة» عن « قناعتة بأن توقيت هذا الحادث لايتناسب مع سعي العراق لترسيخ ثقة تلك الشركات بقدرتها على العمل»، ودعا إلى «تفعيل اللجنة العراقية - الإيرانية الخاصة بإعادة ترسيم الحدود في تلك المنطقة، وتوقيع اتفاق ملزم للطرفين، وضمان منع تكرار مثل هذه الحوادث». واستأنفت وزارة النفط أمس عملية توقيع العقود مع الشركات العالمية التي فازت في جولة التراخيص الثانية باستثمار وتطوير الحقول. ومن المزمع ان يتم التوقيع بالأحرف الاولى مع ائتلاف شركتي «لوك اويل» الروسية و»شتات اويل» النرويجية الفائزتين بتطوير حقل غرب القرنة في محافظة البصرة. كما سيشهد 30 الشهر الجاري التوقيع بالأحرف الاولى مع شركة «انكول» الانغولية الفائزة بتطوير حقلي نجمة والكيارة. وأجرت وزارة النفط قبل اكثر من اسبوعين جولة التراخيص الثانية و طرحت فيها استثمار 10 حقول بصفة عقود خدمة. وفازت مجموعة من الشركات الاجنبية بعقود استثمار 7 حقول، فيما تعهدت وزارة النفط باستثمار الحقول الثلاثة الباقية.