قالت مصادر سورية رفيعة المستوى ان محادثات الرئيس بشار الأسد ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في دمشق قبل ايام اسست ل «قيام علاقات مؤسساتية سليمة بين البلدين» وأن المرحلة المقبلة ستشهد «التوجه الى المستقبل» بإنجاز عدد من الزيارات المهنية والوزارية لترجمة نتائج اللقاء بين الاسد والحريري، الى «واقع يخدم الشعبين والبلدين». وكان الرئيس الأسد قال في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان زيارة الحريري لسورية كانت «ناجحة ووضعت أسساً مؤسساتية سليمة للعلاقة مع لبنان». وأوضحت المصادر الرفيعة أمس ان الأسد حرص على استقبال الحريري «استقبال مرحب كريم، لم يتضمن اي اشارة الى الماضي». وزادت ان «الكلام ولغة الجسد والاستقبال، كلها جاءت من كريم يكرّم من يأتي الى بيته». وأقام الحريري خلال زيارته التي استمرت يومي السبت والأحد في مكان الإقامة في «قصر الشعب» الرئاسي. كما ان الأسد اجرى اول جلسة معه لمدة ثلاث ساعات في «قصر تشرين» الرئاسي. وبعد جلسة المحادثات الاولى، اقام الرئيس الاسد مأدبة عشاء شارك فيها عدد من كبار المسؤولين في الدولة، قبل ان يصطحبه الأسد بسيارته الخاصة الى مكان الإقامة، ليعقدا اجتماعاً ثنائياً آخر، قبل ان يلتقيا للمرة الثالثة الى مأدبة الإفطار صباح الأحد. وأوضحت المصادر: «كان الخيار صائباً بأن تكون اول زيارة للحريري الى دمشق، بصفته ضيفاً للرئيس الأسد، حيث عقدا ثلاث جلسات من المحادثات المطولة، تضمنت مراجعة كل شيء والاتفاق على قيام علاقة مؤسساتية بين البلدين لما فيه مصلحة سورية ولبنان وشعبيهما». ولاحظت المصادر ان الحريري «تأثر ايجاباً» بما سمعه من الرئيس الأسد، فبادر الى عقد مؤتمر صحافي في مقر السفارة اللبنانية في دمشق، تضمن الموافقة على تصريحات المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية السورية الدكتورة بثينة شعبان، والتشديد على «اعطاء الصدقية للتعاون السوري - اللبناني». وإذا كان الاعتقاد بأن «التكيف الاعلامي» في بيروت مع المغزى السياسي لزيارة رئيس الوزراء اللبناني يحتاج الى بعض الوقت، لوحظ ان منابر إعلامية لبنانية فتحت أمام الأمين العام للمجلس الاعلى السوري - اللبناني نصري خوري ليتحدث عن «عمق العلاقات الاستراتيجية وأهمية تطوير العلاقات الاقتصادية» بين البلدين. ويعتقد ان المرحلة المقبلة، ستشهد تبادل زيارات بين الوزارات والمؤسسات المعنية، للتأسيس على نتائج لقاءات الأسد والحريري، لتكون «علاقات مؤسساتية يكون المستفيد الأول منها الشعبان السوري واللبناني، بحيث يكون التوجه الى المستقبل وإفادة البلدين».