يتطلع قادة دول الخليج إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما ليقدم إليهم وعوداً أكبر من الكلام والأسلحة في قمة كامب ديفيد التي ستلتئم بين الجانبين الخميس المقبل. ويريدون من أوباما التزاماً بأن الولاياتالمتحدة ستحمي ظهورهم في وقت تواجه فيه المنطقة حصاراً من المتطرفين، فيما تستمر الأزمة في سورية، وتسود الفوضى اليمن، ويتسم الوضع في العراق بالهشاشة. وقال سفير الإمارات لدى الولاياتالمتحدة يوسف العتيبة: «أعتقد أننا نتطلع إلى شكل ما من أشكال الضمان الأمني، في ظل تصرفات إيران في المنطقة، وتفاقم التهديد المتمثل بالمتطرفين. ومن المؤكد أننا نريد علاقة أقوى». وأضاف: في الماضي نجحنا في البقاء باتفاق «جنتلمان» مع الولاياتالمتحدة في شأن الأمن. وأعتقد أننا نحتاج اليوم إلى اتفاق خطي. نريد شيئاً مؤسسياً». ولكن ما هي التوقعات بالنسبة إلى لقاء أوباما قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست؛ (السعودية، والكويت، والإمارات، وقطر، والبحرين، وعُمان)؟ مبيعات أسلحة. دعوة متجددة لنظام دفاع صاروخي منسّق. مزيد من المناورات العسكرية المشتركة. تعاون أفضل في شأن الأمن الإلكتروني، والأمن البحري، وأمن الحدود. وقال السفير الإماراتي: لا أعتقد أن هناك أية دولة خليجية ترى أن إقامة درع صاروخية دفاعية في المنطقة فكرة سيئة. والتحدي هو: كيف تقيم نظامياً دفاعياً إقليمياً في حين تشتري كل دولة معداتها العسكرية من مصادر مختلفة؟ كيف يتم الربط بين تلك المنظومات؟ وكيف تضع أنظمة رادار تستطيع التخاطب في ما بينها؟ وأبلغ مسؤول سعودي كبير وكالة «أسوشيتدبرس» في الرياض بأن بلاده تريد نظاماً دفاعياً وتعاوناً عسكرياً مماثلين لما توفره الولاياتالمتحدة لإسرائيل. وأضاف أن السعودية تريد أيضاً الحصول على معدات وصواريخ وطائرات وأقمار اصطناعية ذات تكنولوجيا متقدمة، إلى جانب مزيد من التعاون التكنولوجي والتدريب من الولاياتالمتحدة. وقال رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور جون ماكين، إن على أوباما أن يبذل جهوداً كبيرة لإقناع حلفائه العرب بأنهم ليسوا في حاجة إلى القلق من تبعات أية صفقة نووية بين الغرب وإيران. وزاد: إنهم (الخليجيون) يشعرون الآن بأنهم لا يجدون سنداً من هذه الإدارة (الأميركية)، ولذلك فإن أمامه جبلاً مرتفعاً جداً عليه أن يتسلقه». وأشار ماكين إلى قرار السعودية من جانب واحد مهاجمة الحوثيين في اليمن. ورأى أن ذلك هو السبب وراء إشعار السعودية قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال لويد أوستن قبل ساعة من بدء «عاصفة الحزم». وفي حين أن وزير الخارجية جون كيري متفائل، فإنه يرفض أن يبوح تحديداً بنوع التأكيدات التي يبدو أوباما مستعداً لتقديمها للخليجيين في كامب ديفيد بولاية ماريلاند. وقال كيري (الجمعة) في باريس: «أستطيع فقط أن أقول لكم بوجه عام إن تلك التأكيدات يجب أن تكون متعلقة بتكثيف وتعزيز العلاقات الأمنية - العسكرية بين الولاياتالمتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، وكذلك التعامل مع التحديات الجديدة التي نواجهها في المنطقة، وفي مقدمها التدخل الإيراني في شؤون دول المنطقة». وحذر رئيس لجنة العون الخارجي في مجلس الشيوخ السيناتور ليند ساي غراهام الولاياتالمتحدة من أن تمنح الخليج صفقات تسلّح ضخمة في مقابل تأييد تلك الدول صفقة في شأن البرنامج النووي الإيراني. وقال إنه لا يعارض تحديث القدرات الدفاعية للحلفاء العرب، ولكن «إذا انطوى الأمر على أية إشارة إلى أن له صلة بالصفقة مع إيران، فإنني سأفعل كل ما بوسعي لضمان ألّا تحصل تلك الدول على طلقة واحدة أو طائرة واحدة». وأعرب الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن جون ألترمان عن حيرته في شأن ما إذا كان هناك أي شيء تستطيع الولاياتالمتحدة عمله لطمأنة دول الخليج إزاء النيات التوسعية الإيرانية في المنطقة. وقال: «يبدو لي أن ما يريدونه من ضمانات هو ما تعجز واشنطن عن تقديمه، بل هي ليست راغبة في تقديمه». وأضاف: «تخميناتي أن القمة ستترك كل طرف يشعر بأنه غير راض إلى حد ما».